عنوان الفتوى : لا يجب على الزوج أن يطلع زوجته على كل أمواله

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعمل في جدة وتقيم معي زوجتي، ولنا طفلان، وأنا في خلاف معها باستمرار حول الأمور المادية، فأنا موظف ـ والحمد لله ـ حالتي ميسورة، وكنت في السابق أدخر مبلغا بسيطا من الدخل الإضافي ولا أخبرها به، فاكتشفت الأمر وغضبت وثارت، وأصرت أن أصارحها بكل قرش لدي وإلا فسيستحيل العيش بيننا، رغم أنني لا أقصر في مصاريف البيت، فالراتب كله معلوم لديها، ودائم الاستدانة من شهر لآخر، فآخذ من هذا مبلغا وأخبرها أنه سلفة، وأحس أنني تلميذ يحاسب كل فترة على ما ينفقه من ماله، أوكخادم يدخر من مال سيده خفية.... فهل من حق الزوجة معرفة مقدار الدخل الإضافي للزوج وكيف يحتفظ به؟ وهل عليه إخبارها بكل تفاصيل دخله المادية وكم يدخر؟ وإذا صمم على عدم البوح لها بالدخل الإضافي البسيط وبمدخراته وديونه مع عدم تقصيره، فهل لها أن تتضرر وتثير المشاكل عند كل نقاش؟ أرجو توجيه النصيحة لكل منا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من الواجب على الزوج أن يطلع زوجته على كل أملاكه ومدخراته وسائر تصرفاته المالية أو غيرها، ولا حرج عليه في إخفاء هذه الأمور عنها، ما لم يترتب على ذلك تضييع لشيء من حقوقها، والغالب أن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بشيء من المداراة، قال البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه: بَابُ المُدَارَاةِ مَعَ النِّسَاءِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا المَرْأَةُ كَالضِّلَعِ.

وانظر الفتوى رقم: 120701.

وعليه، فإن كنت تنفق على امرأتك بالمعروف، فليس في إخفائك عنها بعض أموالك وتصرفك فيها، ضرر عليها أو تقصير في حقها أو إساءة لعشرتها، وإذا اتخذت زوجتك من هذا الأمر ذريعة إلى التقصير في حقك وإساءة عشرتك، فهي ظالمة، فنصيحتنا لزوجتك أن تتقي الله، وتقف عند حدوده، وتقابل إحسانك إليها بإحسان، ونصيحتنا لك أن تحسن صحبتها وتستعمل معها الحكمة والمداراة. 

والله أعلم.