عنوان الفتوى : حكم رفض الزوجة السكن في بيت أهل زوجها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، متزوجة - والحمد لله - لكني لم أزف إلى زوجي بعد، بسبب أنه لم يكمل بناء بيتنا المستقبلي الذي سيكون طابقا فوق بيت أهل زوجي وهو عبارة عن غرفة ومطبخ إن شاء الله. زوجي بار جدا بوالديه وأشجعه على ذلك دائما، لكن المشكلة تكمن في أن أهل زوجي وخاصة أمه ترهقه بالمصاريف، وتحمله كافة فواتير البيت بالرغم من أن والده على قيد الحياة، وله أخوان آخران غيره، وبسبب هذا تأخر بناء وتجهيز بيتنا كثيرا وتأخر زفافي. ومؤخرا عرضت علينا أمه أن نتزوج في غرفة في بيتها، ونسكن معها لأنها لا تريد أن يكون له سكن مستقل خشية أن يتوقف عن التكفل بمصاريف البيت مع أنه وعدها أنه حتى بعد استقلالنا في بيتنا لن يتوقف عن التكفل بكافة مصاريفها. هل من حقي رفض العيش مع أهل زوجي خشية حدوث المشاكل وحفاظا على زواجي؟ وذلك لأسباب أهمها: أولا: أن زوجة أخيه كانت تسكن معهم لمدة سبع سنوات، وحدثت مشاكل كبيرة بينها وبين حماتي مع أنها ابنة أختها، وكانت تحبها جدا، وهي الآن تكرهها، وما زالت تسبب لها المشاكل، وتتحدث عنها بالسوء بالرغم من أنها استقلت بمسكن خاص لها، وأنا أخشى أن يحدث لي ما حدث لها. ثانيا: إذا وافقت على السكن مع أهل زوجي، فسأكون مضطرة للقيام بأعمال البيت والطبخ والتنظيف، وأنا أرتدي الحجاب الشرعي لأن إخوة زوجي موجودون في البيت، وأخشى أن يؤثر ذلك على المودة بيني وبين زوجي؛ لأني لن أستطيع التزين له طوال اليوم، مع العلم أني لا أمانع أن أساعد حماتي في أعمال بيتها حتى وإن كنت في سكن مستقل. هذا إضافة إلى أن زوجي رفض ذلك لأن بيتهم صغير، واستخدام نفس الحمام قد يسبب الحرج لنا، إضافة إلى أن أهله لا يلتزمون بالشرع في المناسبات، وعند حضور الضيوف إليهم، وغالبا ما يحدث اختلاط وغيبة، كما أن أمه متسلطة جدا. وهل يأثم زوجي إن توقف عن الإنفاق على أهله مدة معينة فقط من أجل إكمال بناء البيت الذي سنتزوج فيه؟ علما أنهم لن يتضرروا كثيرا من ذلك لأن أخويه ووالده يعملان والحمد لله. وهل توجد أدعية خاصة وعبادات معينة لتيسير الزواج والبركة في الرزق؟ جازاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فمن حقّك الامتناع من السكن مع أهل زوجك والمطالبة بمسكن مستقل، وراجعي الفتوى رقم : 80603.
ويجوز لزوجك أن يمتنع من الإنفاق على أهله ما داموا في كفاية، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 133046.
ولا نعلم دعاء مخصوصاً في الشرع أو عبادة أخرى لتيسير الزواج، لكنّ الدعاء عموماً من أنفع الأسباب لتحقيق كل غرض مباح، وهو نافع بكل حال، ولا سيما إذا روعيت آدابه المبينة في الفتوى رقم: 71758.
ومن أسباب البركة في الرزق كثرة الاستغفار والدعاء، ومنها صلة الرحم، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. ( متفق عليه) وراجعي الفتوى رقم: 257749.
ومن أسباب تيسير الأمور صلاة الحاجة التي وردت في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصحّحه بعض العلماء، وقالوا بمشروعيتها في الأمور المباحة، قال المباركفوري في شرحه لحديث صلاة الحاجة: والحديث يدل على مشروعية الصلاة عند الحاجة أيّ حاجة كانت بشرط أن تكون مباحة. مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح - (4 / 733) وراجعي الفتوى رقم: 3749.

والله أعلم.