عنوان الفتوى : هل يؤثر الكذب على المخطوبة على صحة عقد الزواج؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل الكذب على الزوجة في بعض الأمور أثناء الحديث إليها في فترة الخطبة يؤثر على صحة عقد الزواج؟ وهل خيانة الزوج بعد الزواج تبطل عقد النكاح إذا كان قد أخبر زوجته في فترة الخطبة بما يعني ابتعاده عن هذه الذنوب؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالكذب على المخطوبة لا يبطل عقد النكاح الصحيح، ولكن إذا أخفى الزوج عيبًا من العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة، أو المعدية، كالبرص، والجذام، ونحو ذلك؛ فمن حقّ المرأة فسخ النكاح بهذا العيب، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 53843.

واعلم أنّ الكذب محرم، وهو من أقبح الأخلاق، فلا يجوز للخاطب أن يكذب على المخطوبة، ولو في عيب ليس داخلًا في العيوب التي ينفسخ بها النكاح؛ لأنّه في هذه الحال غاشّ لها، والغشّ منهي عنه شرعًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا.

وكون الرجل أخبر المرأة قبل النكاح باجتنابه الفواحش لا أثر لمخالفته على عصمة الزوجية، حتى ولو كان قد علّق طلاقها قبل العقد على هذا الأمر لم يقع طلاقه، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 111599.

والواجب على من وقع في الفاحشة أن يتوب إلى الله -عز وجل-، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب.

وننبه إلى أن التعبير عن علاقات الزوج المحرمة بالخيانة لزوجته قد يوحي بأن هذه العلاقات إنما تستنكر من حيث كونها خيانة للزوجة فقط، وذلك مفهوم مخالف للشرع، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 15726.

والله أعلم.