عنوان الفتوى : يجب على المرء إصلاح غيره بالحكمة وحسن التفكير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سؤالي: أنا متزوج والحمد لله ، ولكن مشكلتي أن والد زوجتي متدين ويصلي جميع الصلوات في المسجد ويتكلم عن الدين والإسلام والأخلاق ، والحمد لله على ذلك ، ولكن صوته عال جدا دائم الصراخ في البيت على عكس حاله في الخارج والمسجد والمشكلة الثانية أنه أحيانا يتكلم بكلام بذيء (لا يدل على أنه ملتزم بدينه: وهذا أدى إلى أن بعض الأشخاص يكرهون الدين بسببه ، وأحيانا يقول لي ذلك الكلام البذيء غير المحترم . فماذا أفعل معه أثابكم الله ؟ أرجو الرد بسرعة . وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن العبادات التي يؤديها المسلم –إن أداها بحقها- فستحدث أثرها على سلوكه وأخلاقه. قال تعالى في شأن الصلاة: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [العنكبوت: 45] وقال في شأن الزكاة ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) [التوبة:103 ] وهكذا الصيام والحج وسائر العبادات. والخلق الحسن من أكثر الأسباب لدخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم عند ما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: " تقوى الله وحسن الخلق " رواه الترمذي والمؤمن لا يكون بذيئاً ولا فاحشاً ولا طعاناً . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي رواه الترمذي وابن حبان. ولذلك كان حصاد اللسان السيئ سبباً لكب الناس على وجوههم في النار " وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. فعليك أن تنصحه بما سبق وأن تبين له عظم ما يأتي وأن هذه الألفاظ التي يتفوه بها قد تجر عليه سخط الله تعالى وأن الرجل القدوة ينبغي عليه أن يكون قدوة في أقواله وأفعاله على السواء وأنه ليس ثم انفصال بين الفرائض ومعاملة الخلق. وعليك أن تبين له خطر ما هو عليه وأن ذلك قد يؤثر على أهلك وأقاربك وعلى علاقتهم بك وبه وأن ذلك قد يجر إلى قطيعة بينك وبينهم ولا يخفى ما سيترتب عليها من المفاسد، ومن الوسائل النافعة لإيصال هذه النصائح إليه أن تهدي إليه شريطا أو كتابا عن آفات اللسان، أو أن تطلب من خطيب المسجد أو واعظه أن يتناول هذا الموضوع في خطبة أو موعظة هذا والله نسأل أن يوفقك للصواب. والله أعلم.