عنوان الفتوى : ليس عيبًا في الاسم كونه مشهورًا في البدو، أو في الأزمان القديمة
بنت أختي سُميت فاطمة، ولكن بعض الناس يقولون لنا: إنه اسم قديم، وهو اسم بدوي، أي: اسم يسمي به أهل البدو، وليس أهل المدينة والحضر، فكيف يمكننا الرد عليهم؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكون الاسم مشهورًا في البدو، أو في الأزمان القديمة ليس عيبًا فيه، مع أنّ هذا الاسم مشهور في العصر الحاضر، وليس نادرًا، وهذا الاسم (فاطمة) هو اسم بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وزوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، والتسمية بأسماء الصالحين مستحبة؛ قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي -حفظه الله-: ويستحب أيضًا التسمية بأسماء الصالحين، كما ثبت من حديث المغيرة -رضي الله عنه وأرضاه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانوا يسمون -أي: الذين من قبلكم- بأسماء أنبيائهم، وصالحيهم). والحكمة من ذلك: قالوا: لأنه إذا سمى بأسماء الأنبياء، والصالحين؛ فإن المولود إذا شبّ، وكبر، وقرأ سيرة هذا النبي، أو هذا الإمام الصالح، أو العالم الفاضل؛ فإنه يتأثر به، ويتخذه قدوة، وهذا شيء جبلي، وأفضل من يسمى به بعد أنبياء الله، ورسله أسماء الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-، فإنه إذا قرأ سيرة الصحابي أحب أن يكون مثله، وأن يقتدي به، فتكون في النفوس نوازع إلى الخير، وتكون الأسماء مدخلًا للخير. شرح زاد المستقنع للشنقيطي (133/ 9).
وراجع الفتوى رقم: 50890.
والله أعلم.