عنوان الفتوى : الفرق في الحكم بين من كفَّر نفسه وكفَّر غيره
لماذا يعتبر من قذف أخاه المسلم بالكفر، كافرا كفرا أصغر ( على خلاف بين أهل العلم ) بينما يكفر من قذف نفسه بذلك، كفرا أكبر؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن رمى أخاه بالكفر، فهو كافر كفرا أصغر عند عامة أهل العلم، خلافا لأبي إسحاق الإسفراييني.
قال ابن تيمية في منهاج السنة عن الخوارج-مع تكفيرهم المؤمنين-: ومع هذا فقد صرح علي -رضي الله عنه- بأنهم مؤمنون ليسوا كفارا، ولا منافقين، وهذا بخلاف ما كان يقوله بعض الناس كأبي إسحاق الإسفراييني، ومن اتبعه، يقولون: لا نكفر إلا من يكفرنا؛ فإن الكفر ليس حقا لهم، بل هو حق لله. انتهى.
وانظري الفتوى رقم: 52765.
وأما رمي المرء نفسه بالكفر بمعنى الإخبار عن نفسه بأنه كافر ـ والعياذ بالله ـ: فهو مما يخرج به عن الملة، ما لم يكن مكرهًا على ذلك إكراهًا معتبرًا شرعًا، وانظري الفتوى رقم: 173457.
والفرق واضح؛ فالأول يقول: فلان كافر، أي: ليس على ملتي، وقد يكون الآخر على خلاف ذلك، فهو لم يبرأ من الإسلام، وأما من قال عن نفسه إنه كافر، فهو يكفر، ويبرأ من الإسلام.
والله أعلم.