عنوان الفتوى : الدعاء لا ينافي الرضا بالقدر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا متزوجة، وليس لي أولاد. وأود أن أحيطكم علما، أنني أصبت بمرض بعد سنة من زواجي، استدعى اتباع العلاج لمدة 5 سنوات، الشيء الذي مُنع معه الحمل؛ نظرا للتأثيرات الجانبية للدواء. أنا حاليا في السنة 4 من العلاج. سؤالي هو: هل يجوز لي دعاء الله عز وجل ليرزقني بالأولاد، أم قد يعتبر دعائي عدم رضا بقضاء الله وابتلائه؟ جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل، والولد الصالح، ولتعلمي أن دعاء الله -عز وجل- لا يتنافى مع الرضى بقضائه، فقد يصبر المرء على القضاء، ويرضى به، ويدعو الله أن يشفيه، ويرزقه حاجته، فيجمع بين الصبر والدعاء؛ فقد قص الله تعالى علينا من أخبار بعض أنبيائه لنقتدي بهم؛ ففي قصة إبراهيم وزوجته، وزكريا وزوجته، أن كلا منهما دعا الله تعالى أن يرزقه الولد بعد ما كان شيخا كبيرا، وامرأته عجوزا ولم يرزق الولد؛ فكان إبراهيم يدعو الله تعالى ويقول: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ {الصافات:100}. ويقول زكريا:  رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {الأنبياء:89}. فاستجاب الله تعالى دعاءهما، ورزقهما الولد؛ فالمذموم إنما هو تسخط العبد، وعدم رضاه بالقضاء.
ولذلك فإن أنجع علاج للمرض، وأقرب وسيلة للحصول على الولد: أن يتوجه المسلم إلى الله تعالى بصدق، ويسأله حاجته، وكشف ما به من ضر، فقد قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}.

  فأكثري من الدعاء في أوقات الإجابة، ولا تقنطي، ولا تعجلي؛ فإن الله يجيب دعوة العبد ما لم يستعجل، كما جاء في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله، وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجب لي، فيستحسر، ويدع الدعاء. 
 والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
هل يشرع قول: المسيح صلى الله عليه وسلم؟
فعل العبادة بنية استجابة الدعاء
سؤال العبد الرزق ليستعين به على معصية من الاعتداء في الدعاء
قراءة المرأة القرآن من أجل تفريج كرب زميلها وإخباره بذلك
رمي ما كتب عليه: "أمة اقرأ، تقرأ" في القمامة
هل يجوز الدعاء على المسلم الظالم بالردة؟ وهل يؤجر من دعا بذلك؟
ما هو المقام المحمود؟ وهل يجوز الدعاء به؟
هل يشرع قول: المسيح صلى الله عليه وسلم؟
فعل العبادة بنية استجابة الدعاء
سؤال العبد الرزق ليستعين به على معصية من الاعتداء في الدعاء
قراءة المرأة القرآن من أجل تفريج كرب زميلها وإخباره بذلك
رمي ما كتب عليه: "أمة اقرأ، تقرأ" في القمامة
هل يجوز الدعاء على المسلم الظالم بالردة؟ وهل يؤجر من دعا بذلك؟
ما هو المقام المحمود؟ وهل يجوز الدعاء به؟