عنوان الفتوى : حكم الأخذ بالرأي الأشد في مسائل الشرع
أحب أن أخرج من خلاف العلماء باتباع الأشد، والأحوط، ولكنني في بعض المسائل للضرورة، والحاجة، آخذ بالقول الأيسر ليس تلاعبا، ولا ترخصا مني، ولكنني عندما أفعل ذلك، وهو الأخذ بالقول الأيسر في المسألة، أشعر أنني على خطأ كبير، وأن الله غاضب مني، فأبدأ أفكر هل هذا الإثم ما حاك في نفسك، أم إن هذه مجرد وساوس؟ ودائما أفكر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: استفت نفسك، ولو أفتاك الناس. ولكني قرأت لابن عثيمين، حول هذا القول، وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يخاطب الناس الطبيعيين، وليس المرضى بالوسواس، أو كثرة التردد والشك. وأنا إنسانة موسوسة في أغلب أمور الدين، وكثيرة التردد والشك. فما حكم ذلك؟ أرجوكم أجيبوني دون إحالة لفتاوى أخرى، فهذا الموضوع يتعبني كثيرا، أنام وأستيقظ، وأنا أفكر فيه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجب على أحد أن يتبع القول الأشد في جميع المسائل، بل يتبع العامي العالم الثقة، الورع، ولا حرج عليه في تقليد من يفتي بالقول الأخف، ما لم يكن قصده تتبع الرخص، وانظري الفتوى رقم: 169801.
والمبتلى بالوسوسة خاصة، لا حرج عليه في أن يأخذ بأخف الأقوال، وأيسرها؛ رفعا للحرج، ودفعا للوسواس، وليس هذا من الترخص المذموم، كما هو مبين في الفتوى رقم: 181305.
فهوني عليك، ودعي هذه الوساوس، ولك في الأخذ بأخف الأقوال سعة، ما دمت مصابة بالوسوسة.
والله أعلم.