عنوان الفتوى : لا حرج في الرقية بالقرآن والأدعية والاغتسال بمائها
اصطحبت زوجتي إلى راق لشكوكنا بوجود سحر لها، فبدأ الرقية بالدعاء: أعوذ بالله من شره ونفثه... ثم قرأ الفاتحة، ثم أخذ يكرر: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وبسم الله الكبير الأكبر يحرق كل شيطان ساحر في النار، واللهم أحرق كل سحر أسود في النار، واللهم أحرق كل سحر مربوط على القرين في النار، واللهم أحرق كل سحر مربوط على الرئتين في النار، وكذلك لليدين والرجلين والأرحام والمعدة والدماغ ويكررها جميعاً مرات كثيرة، ثم قرأ من سورة البقرة والصمد والفلق والناس، وأمر زوجتي بأن تكرر: من شر الوسواس الخناس بعد كل صلاة 300 مرة لمدة أسبوع، ثم لمدة أسبوع نقرأ سور يس والواقعة على ماء وتستحم به، والتخلص من الماء في مكان طاهر، فهل هذه الأمور فيها شكوك بأنها ليست رقية؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكرت ليس فيه شيء من الرقى المجهولة المعاني، ولا ما يحتوي على ألفاظ الشرك، وقد ذكر بعض أهل العلم جواز قراءة الرقية على ماء ثم يشرب منه المصاب، قال ابن مفلح: وقال صالح بن الإمام أحمد: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء فيقرأ عليه، ويقول لي: اشرب منه، واغسل وجهك ويديك، ونقل عبد الله أنه رأى أباه ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يعوذ في الماء، ويقرأ عليه ويشربه، ويصب على نفسه منه. اهـ
وقال الشيخ ابن جبرين: وثبت عن السلف القراءة في ماء ونحوه، ثم شربه أو الاغتسال به، مما يخفف الألم أو يزيله لأن كلام الله تعالى شفاء، كما في قوله تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ {فصلت:44} وهكذا القراءة في زيت أو دهن أو طعام ثم شربه، أو الادهان به أو الاغتسال به، فإن ذلك كله استعمال لهذه القراءة المباحة التي هي كلام الله وكلام رسوله.
والله أعلم.