عنوان الفتوى : العبرة في الاستخارة بالتوفيق إلى الشيء من عدمه لا بمجرد الرؤية
أحب شابا وهو كذلك يحبني، وقد تقدم لي عدد من الشباب للزواج بي، فرفضتهم لحبي له، وأخبرته أنني سأنتظره مهما طال الزمان، وقد رأى هذا الشاب أن طريقه طويل، حتى يصبح جاهزا للزواج بي ولا يريد أن يقف في طريقي، فقرر الاستخارة، واستخار، وقد حلم أننا نمسك بيد بعضنا، ثم فجأة افترقت الأيادي عن بعضها، ثم اختفيت من أمامه، وقد فسر ذلك بأن الله سبحانه وتعالى يريه أننا لا يمكن أن نكون لبعض.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أرشد الشرع المتحابين إلى النكاح، ففي الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وينبغي السعي في تيسير الأمر حتى يتم النكاح، لا سيما وأن يسر مؤنة النكاح من أسباب بركته، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 33981.
هذا بالإضافة إلى أن النكاح من أسباب الغنى، وقد أوضحناه في فتوانا رقم: 7863.
والاستخارة أمر حسن، ولكن لا اعتبار لمجرد الرؤيا فيها، بل يعول فيها على التوفيق إلى الشيء من عدمه، وانظر الفتوى رقم: 123457.
وإذا لم يتيسر لكما الزواج، فليذهب كل منكما في سبيله، ويجب الحذر من أن تكون بينكما علاقة عاطفية، فإنها محرمة وانظري الفتويين رقم: 30003، ورقم: 4220.
وأما العشق: فيمكن علاجه، وكيفية ذلك مبينة في الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.