عنوان الفتوى : حكم اختيار الأقل دينا في الزواج لأسباب ما

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

أرجو منكم الاهتمام وقراءة رسالتي هذه بحرص، وإرشادي لما يرضي الله عز وجل. قصتي غريبة جدا وأمري لا يطاق، أرجو الاهتمام من فضلكم فأنا محتاج للنصح. أنا شاب أستحق الموت لكل جرم ارتكبته في حياتي, أنا حاليا موجود في ألمانيا للدراسة, ففي بلدي عانيت كثيرا، والله أنا مررت وأمر بفترة ولا يعلم بحالي إلا الله، ولولا ثقتي وإيماني بالله عز وجل لانتحرت من سنوات, الحمد لله شاب أصلى ومعظم أوقاتي في المسجد ومنهجي على السلف الصالح ولكن! عموما عندما كنت صغيرا، وفي سنوات الصغر كان لي صديق، وكنا ترعرعنا مع بعض، ولكن وللأسف الشديد، ونظرا لعدم تربيتنا التربية الصحيحة كنا نمارس اللواط, وبعد أن كبرنا، وبدأت أعرف اعتزلت هذا الشيء, ثم أصبحت أبحث عن الفتيات، وكان لي العديد من المغامرات، ولم أمارس الزنا إلا مع امرأة واحدة فقط، وهى زوجة أخي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله إني مجرم كبير, ولكن زوجة أخي هذه جرت أخي الأكبر مني سنا قبلي، كانت لها علاقة مع أخي الأكبر مني وليس زوجها, ثم كانت معي على علاقة، ولا أعلم ما حصل لي، وكيف فعلت هذا معها، والله دخلت في دوامة ولم أستطع الخروج منها، وكل ما أبتعد عنها أرجع إليها, حاولت مرارا وتكرارا، وحتى ذهبت إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة وهربا منها لعلي أتوب ولا أعود إلى إجرامي, ولكن وللأسف لم أستطع, كل ما أقطع عهدا على نفسي وعهدا لله أنقض هذا العهد وأرجع, والله إني حزين على حالي، ولست راضيا عن حياتي كلها منذ الولادة. الآن أنا في ألمانيا منذ أشهر، وكانت زوجة أخي تهاتفني في بداية قدومي، ولكن لم أعطها اهتماما كبيرا، فحاولت وحاولت ثم انقطعت عنها، والآن مند أكثر من 3 أشهر لم نتكلم مع بعض، وهذه الفترة هي أطول فترة لا نتحدث فيها منذ بداية علاقتنا, وأشعر بأنني لا أريد أن أتحدث إليها، ولا أريد رؤيتها مرة أخرى, ولكن ربما لأنني على علاقة مع فتاة أخرى الآن أغنتني عنها, فأنا كنت أعرف فتاة من بلدي وأمها ألمانية, أعرفها من سنوات على الإنترنت، ولم أرها إلا هنا في ألمانيا بعد 8 سنوات من المحادثات على الإنترنت, التقيت بها وأصبحنا نتقابل ونخرج مع بعض, لا أعلم كيف تتصورون هذا الشخص الذي يكتب الآن, أنا أكبر مجرم على وجه الأرض ولا أستحق الرحمة, والله لو كان الأمر بيدي لمسحت كل تفاصيل حياتي، ولكن لدي ضمير حي يؤنبني، ولكن لا أعلم ماذا يحصل لي؟ أنا أفعل كل هذه الأمور، والله إني لست راضيا, ولكن أفعل. حاولت الزواج, وقمت ببناء منزل ومازال قيد الإنشاء, قمت بخطبة فتاة وبعد حوالي سنة فسخت خطوبتي نظرا لبعض المواقف السيئة من أسرة خطيبتي, ونظرا لطلب والدي فسخت الخطبة, بعد فترة وجيزة خطبت أخرى، وقلت لها لا أريد منك إلا أن تضعي يدي في يدك وتأخذيني إلى حياة في مرضاة الله ، وافقت على هذا الأمر, وبعد فترة وجدتها ترفض معظم أمور الدين التي من المفترض أن نكون اتفقنا عليها, والله كانت رغبتي أن أتزوج وأغير من نفسي وأعيش حياة في مرضاة الله, ولكن قدر الله وما شاء فعل، فسخت خطبتي منها أيضا، وتركتها لله أملا في الحصول على زوجة تعينني على أمر ديني، فأنا أحتاج إلى زوجة صالحة تقربني من الله عز وجل. بعد قدومي إلى ألمانيا اتصلت بي أختي وقالت لي: إن هناك فتاة موافقة للشروط التي أريدها، وذات خلق وجمال, قلت لها: أصلي الاستخارة وإن شاء الله عندما أرجع أنظر إليها، وإن شاء الله خيرا, ولكن وبعد لقائي بالفتاة التي أمها ألمانية وجدت نفسي منجذبا إليها، وهى ليست ذات دين ولكنها مسلمة، وبصراحة أجد فيها الخير، فمن كلامي معها هي أيضا ليست راضية عن نفسها, وأعتقد أني من الممكن جدا أن أصلح من حالها، وتعينني هي أيضا لأصلح من حالي, خاصة وأنني أرغب في الابتعاد عن بلدي، حيث إنني مبتلى هناك بزوجة أخ تعشقني، وبشباب ينعتونني باللوطي, وبصراحة لم أعد أتحمل أيا من هده الأشياء, والله إني أريد أن أصلح من حالي إن كان لي في العمر بقية. فهل تنصحونني بالارتباط بالفتاة التي في ألمانيا والعيش هنا معها، والابتعاد عن الوطن الذي ابتليت فيه؟ أم تنصحونني بالعودة إلى الوطن والزواج من الفتاة التي وافقت على شروطي في أمور الدين, مع العلم أني أواجه مشاكل كبيرة وضخمة هناك كالنعت باللوطي حيث الناس لا ترحم على شيء اقترفته من سنين، وكنت لا أعقل هذا الشيء, والأمر الآخر هو الابتلاء بزوجة الأخ. أرجوكم أن تهتموا لأمرى, فأنا لم أعد أطيق نفسي. وهل لي من توبة أم لا؟ وهل لكم مساعدتي؟ وجزاكم الله خيرا، وأعتدر عن الإطالة.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا شك في أن كلا من اللواط والزنا من كبائر الذنوب ومن الفواحش والموبقات، ورد بشأنهما الوعيد الشديد والعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وراجع الفتوى رقم: 1869، والفتوى رقم: 26237، وفي الزنا بزوجة الأخ مزيد جرم؛ لما في ذلك من قطيعة الرحم.

ولكن مهما عظم الذنب فعفو الله أعظم، ومغفرته لا يكبر عليها ذنب، فباب التوبة مفتوح وإن كثرت الخطايا والذنوب، فأقبل على ربك تائبا منيبا صادقا في توبتك فإن الله يقبلك، وعليك بإحسان الظن بربك، فلا تيأس من روحه، ولا تقنط من رحمته، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 5646، وهي متضمنة شروط التوبة النصوح.

 وقد أحسنت بقطع علاقتك بزوجة أخيك وترك التواصل معها، ولا ريب أن هذا مما يقطع حبائل الشيطان، فاثبت على ذلك، واحرص على كل سبيل يعينك على الثبات، ويدفعك إلى الاستقامة، ويمكنك الاستفادة من التوجيهات المتوفرة في الفتاوى التالية أرقامها 12928، 10800، 1208.

والزواج من أهم ما يعين على العفاف، فبادر إليه ما أمكنك ذلك، ولا شك في أن من أهم ما ينبغي مراعاته فيمن يراد الزواج منها دينها، للحديث المتفق عليه: فاظفر بذات الدين تربت يداك، فإن أمكنك الاجتهاد في تجاوز هذه العوائق والزواج من الفتاة التي في بلدك كان أفضل، وإن لم يمكنك ذلك، ولم تجد امرأة دينة في البلد الذي تعيش فيه الآن، ورجوت أن تستقيم على الطاعة فلا بأس بزواجك منها، واجتهد في تربيتها على الدين والإيمان، وكن قدوة لها في الخير، فهذا مما يعينك على صلاحها.

وننبه إلى أنه لا يجوز وصف المسلم بذنب قد تاب منه، وللمزيد انظر الفتويين التالية أرقامهما: 65614، 21556، وأنه لا حرج على المسلم أن يستخدم التورية فينفي وقوعه في الذنب مثلا يعني بذلك بعد توبته منه، وانظر الفتوى رقم: 136305.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة