عنوان الفتوى : حكم الرقية من بُعد

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أخاف على أبي من الحاسدين، ودائما أذكره بالأذكار، لكنه لا يقولها، فهل يجوز أن أحصنه وهو بعيد عني؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا بالفتوى رقم: 223237 أن الرقية لا تصح عن بُعد، وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: "الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت، ولا بواسطة الهاتف؛ لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- وأتباعهم بإحسان في الرقية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)" انتهى.

قال الشيخ صالح آل الشيخ في الرقى وأحكامها: كلما كانت الرقية مباشِرَة كلما كانت أفضل، ولهذا قال الجد الشيخ/ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى، ورفع درجته في الجنة-: كلما الوقت كان أنفع يعني يقرأ في الماء كان أقرب بالنفخ أقرب بالنفث أقرب بالرقية كلما كان أنفع، وكلما كانت الوسائط أقل كان أنفع؛ يعني قراءة المرء على نفسه يعني ما فيها واسطة، واسطة واحدة؛ لكن كون المرء يقرأ على الإنسان صار هناك واسطة ثانية، كون أيضا ينفث في ماء ثم الماء يشرب ويغسل به صار هناك واسطة ثالثة، أو كونه يكتب في صحن ويغسل بزعفران أو بنحوه، ثم يشرب هنا صار عندنا واسطة ثالثة كلما ضعفت، ولهذا كان الأعلى ما ثبت في السنة وهو القراءة المباشرة من الإنسان على نفسه أو بقراءة أحد عليه، ثم القراءة بالماء، ثم القراءة بالكتابة في الورق وحله بالماء هذا مما يسوغ، لكن مما لم يكن عليه العمل عمل السلف. انتهى.

والرقية عن بُعد لا توجد فيه المباشرة المذكورة ولا بالوسائط.

ولكن يمكن الاستعاضة عن ذلك بالدعاء؛ فالدعاء ينفع مهما تباعدت الأقطار؛ قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

فادع له وأنت في موضعك بالسلامة من شر الحاسدين، ونحو ذلك من الأدعية. 

ويمكنك أن تقرأ الرقية على ماء، وترسله إليه؛ كما بينا بالفتوى رقم: 13188. فهذا من التحصين الذي يمكنك أن ترسله له مع غيابه عنك.

وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 112069، 115374، 55047.

والله أعلم.