عنوان الفتوى : إقناع الأصدقاء بحرمة مصافحة النساء
أنا -ولله الحمد- أثق في هذا الموقع، وأتمنى أن أجد اليوم أجوبة عن أسئلتي، وأتمنى لكم الصحة، والعافية. أنا طالب سعودي مبتعث إلى أمريكا، ولي سنتان في أمريكا تقريبًا، لكن مشكلتي أن أصدقائي من الدول العربية كثيرون، وأنا أراهم في أمريكا يفعلون منكرات، وذنوب، مثل: مصافحة النساء، والخلوة مع النساء، وأنصحهم دائمًا، وأقول لهم: إن ما تفعلونه حرام، وأعطيهم أدلة من القرآن والسنة تثبت صحة كلامي، ولكني دائمًا أجد ردهم: (أنتم السعوديون متشددون، وتتبعون المذهب الوهابي، وهذه الأدلة ضعيفة) فما رأيكم؟ وكيف أرد عليهم؟ جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بموقعنا، ونسأل الله لنا، ولك الثبات على الحق، وأن يزيدنا وإياك هدى، وتقى، وصلاحًا، ونسأله أن يجزيك خيرًا على حرصك على بذل النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا من مقتضيات الإيمان، ومن حقوق الأخوة الإسلامية، وراجع الفتوى رقم: 29987، ونوصيك بتحري الرفق، والدعوة بالحسنى؛ فذلك أدعى للاستجابة، وراجع الفتوى رقم: 45312.
ولنا معك هنا عدة توجيهات:
الأول: عدم مجاراة هؤلاء الشباب في المسميات الطائفية، وعدم الوقوف معهم فيها، فإن هذه أمور تبعد صاحبها عن الموضوع الأساسي، ولا جدوى أصلًا في الكلام فيها.
الثاني: التأكيد على الأصل العام، وهو طاعة الله ورسوله، وأن المرجع الأساسي كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفهم الثقات من علماء هذه الأمة وسلفها؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا {النساء:59}، فاستدرجهم إلى الرجوع إلى كلام العلماء عن أحاديث المصافحة الثابتة الصحيحة، وتنبيههم إلى الحذر من دعوى ضعف هذه الأحاديث من غير الرجوع إلى كلام العلماء.
الثالث: محاولة سوقهم إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من خلال المتفق عليه، والعمل على تزكية نفوسهم، فإذا استقر الإيمان في القلب سهل الامتثال والتطبيق، وراجع الفتوى رقم: 70657.
الرابع: الحرص على تقليل مخالطة هؤلاء إلا في خير، والحرص على مجالسة الصالحين، فالصديق مؤثر على صديقه سلبًا وإيجابًا، كما هو مبين في الفتوى رقم: 24857.
والله أعلم.