عنوان الفتوى : الزواج مقدر ومكتوب وعلى العبد الأخذ بالأسباب
شيخي أنا فتاة عمري 28 سنة، تقدم لي شاب منذ فترة قصيرة، أمي لا تريد الجلوس معهم، فجلست أختي فخطبوني، وعندما سأل زوج أختي عن الشاب اتضح أنه ليس ذا خلق ودين، فأنا قلت لأختي اتصلي بأمه وقولي لها لا يوجد نصيب، فأختي كذبت علي، قالت بأنها اتصلت بهم، وبعد فترة قامت زوجة أخي بمخاطبة شقيقة الخاطب وقالت عني كلاما جد قذر، يا شيخ وأيضا كذبت عليهم. أنا في النهاية يا شيخ اتضح لي أن أختي كذبت علي، وزوجة أخي كذبت على أهل الخاطب. هنا يا شيخ ماذا أفعل؟ فأنا وكلت أمري لله فهو حسبي ونعم الوكيل. شيخي كل مرة أمي تقول أنا لا أريد الجلوس مع أي خاطب، وأختي أنا لا أثق بها لأنها لا تقول الحقيقة دائما تكذب. هل يجوز يا شيخ أن أصلي استخارة بنية الزواج من شاب ذي خلق ودين؟ وهل إذا الله سبحانه كتب لي الزواج هل سوف يتيسر أمري مهما كانت العقبات؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تصبري، وتنصحي أختك وزوجة أخيك بتحري الصدق والأمانة في الحديث، وإذا تقدم إليك خاطب فينبغي أن يلقاه وليّك الذي له تزويجك، فإن كان ذلك متعذراً فليلقاه بعض الثقات من أقاربك، وأما بخصوص الاستخارة فإنّ محلها قبل القبول أو الرد إذا تقدم إليك خاطب، و انظري الفتوى رقم: 103976.
واعلمي أنّ زواجك وغيره من شئونك مقدر ومكتوب قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ولا ريب أنّ قضاء الله نافذ وحكمه ماض لا رادّ له، وقدره كله حكمة ورحمة فهو سبحانه يدبر أمور عباده بعلمه وحكمته، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم، وأعلم بمصالحهم من كل مخلوق، فأبشري وأحسني ظنّك بربك، وأكثري من دعائه فإنّه قريب مجيب.
والله أعلم.