عنوان الفتوى : يرجى التوفيق لمن تابع الدراسة بعد الاستخارة
فضيلة الشيخ منذ سنين طويلة كنت قد استخرت الله في مواصلة دراستي، وقد بدا لي أني وجدت ضيقا في الصدر وصعوبات في إتمام دراستي، فكنت أكرر صلاة الاستخارة إلى أن حصلت على شهادة التخرج، ولكن بعد مرحلة الاستدراك وبمعدل مرتفع ـ والحمد لله ـ وأنا الآن في حياتي العملية أصبحت نفسي توسوس لي بأن الشهادة التي حصلت عليها قد تكون ليست خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري؛ لما وجدته من ضيق في الصدر وقد حصلت عليها بعد الاستدراك، وبأن تكون تلك هي علامات بأن لا أواصل دراستي، وأنا قد أصررت على مواصلتها، وأصبح هذا الوسواس القهري يلازمني مما أثر على عبادتي؛ حيث أني أسعى للالتزام بطاعة الله، وكذلك على حياتي العملية حيث أصبحت أميل إلى الخمول والكسل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك التوفيق والسداد، والوصية المبذولة لك هي: الإعراض عن هذه الوساوس جملة، فالشيطان يجلب على قلب المؤمن بخيله ورجله ليدخل عليه الأحزان والهموم بها.
وأما ما يتعلق بصلاة الاستخارة فإن الراجح في ما يعتمده العبد بعد الاستخارة، أنه يمضي في أمره، فإن كان هو الخير يسره الله له، وإلا صرفه عنه، كما بيناه في الفتوى رقم: 123457.
فما دمت واصلت دراستك عقب استخارتك، فيرجى أن يكون ذلك هو الخير لك.
وعلى كل حال فالذي ينبغي لك الآن هو أن تواصل حياتك العملية فيما تنفع به نفسك وأهلك وأمتك، وأن تنبذ الوساوس وراء ظهرك، ولا تلفت إليها البتة.
وراجع للفائدة حول علاج الوسواس الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.