عنوان الفتوى : واجب من وجد على فراشه منيا ولا يدري هل هو من احتلام قديم جديد
وجدت في فراشي أثر مني. وهناك احتمالان: -أنه وقع هناك إثر احتلام سابق، فانتقل إلى الفراش. -أني مارست العادة السرية في الليل، وقذفت المني فوق الفراش، أو في الغطاء، ومسحت ذكري بأحدهما، ولم ألاحظ هذا في ملابسي، إذ لو قذفت فيهما، لانتقل المني إلى ملابسي من كثرة التقلب، إذن فهذا احتمال ممكن، ولكن ضعيف، ولكنه ليس مستحيلا، لأنه لو أني قذفت المني في مكان أبعد من المكان الذي أتقلب فيه، ربما لا ألاحظ هذا في ملابسي. ولكن هذا احتمال ضعيف، والأقوى منه الأول، أو أني مارست العادة السرية، ولاحظت هذا في ملابسي. أي احتمال أبني عليه؟ وهل لا أعيد الغسل ما دمت لم أجد في ملابسي أثر مني؟ وبالمناسبة أنا أمارس العادة السيئة في الليل، ولا أتذكر هذا إلا بعد الصباح، بعض المرات، وأتذكر بعض المرات جيدا، وبعض المرات قليلا. فهل أنا آثم في هذا؟ وما العلاج إذ إني لم أمارسها وأنا في الصباح، وكامل العقل منذ تقريبا سنة، أو أكثر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك الاغتسال.
قال في مطالب أولي النهى: وإن أفاق نائم، فوجد بللا ببدنه، أو ثوبه، أو فراشه ... فإن تحقق أنه مني، اغتسل وجوبا، ولو لم يذكر احتلاما. قال الموفق: لا نعلم فيه خلافا، ولا يغسل ما أصابه؛ لطهارة المني. انتهى.
وكونه من احتلام قديم، احتمال وارد، ولكن الفقهاء قد نصوا على أن من وجد في ثوبه منياً اغتسل، وأعاد الصلوات التي صلاها بعد آخر نومة نامها في هذا الثوب، إلا أن تدل أمارة على أن الاحتلامَ كان قبل ذلك، فيعيد من الوقت الذي دلت عليه الأمارة، وانظر الفتوى رقم: 120979، ولا يخفى أن الفراش مثل الثوب فيما ذكر.
والذي فهمناه من سؤالك: هو أنك تمارس العادة في النوم؛ فإن كان الأمر كذلك، فاعلم أنك إنما تُؤاخذ بما تفعله يقظة، وتشعر به، لا ما يحصل منك في المنام بلا إرادة، فإن استيقظت لزمك الإقلاع فوراً، وانظر الفتوى رقم: 254110، وتوابعها.
وأما إن كان مقصودك أنك تمارسها أثناء الليل، قبل النوم، فلا يخفى تحريم ذلك، وقد بينا تحريمه، وسبيل الخلاص منه بالفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.