عنوان الفتوى : أساليب دعوة النبي لدخول الناس في الإسلام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

رأيت بعض أفلام الفيديو حيث احتفالات لدخول جماعي في الإسلام ولكن نطق الشهادة كان جماعيا على عجل، فهل ورد في السيرة النبوية الشريفة تلقين جماعي لنطق كلمة الشهادة؟ أي أن يردد الداخلون في الإسلام كلمة الشهادة جماعيا بدل أن يكون ذلك فرديا. وما هو تفسير سورة النصر في قوله تعالى: ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا؟ وهل ذلك وصف لحالة عامة؟ وهل كان تلقين أهل مكة بعد فتحها فرديا أم جماعيا؟.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا لم نطلع في السيرة على تلقين جماعي للناس، ولكنه لا حرج في إقامة مثل هذه الحفلات، لما فيه من تشجيع المسلمين الجدد على الدخول في الإسلام، ويشرع تلقينهم الشهادة بشكل فردي أو جماعي.

وأما عن آية النصر: فقد جاء في الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور: أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد: إذا جاء نصر الله والفتح ـ قال: فتح مكة، أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد: في دين الله أفواجاً ـ قال: زمراً زمراً. اهـ.

وقد جاء في كتب في السيرة أن دخول الناس في الإسلام بشكل جماعي بدأ بعد الحديبية وفتح مكة، وأن وفود قبائل العرب عامتها قدمت في السنة التاسعة من الهجرة تسلم وتبايع رسُول اللّه صَلَى اللّه عليه ‏وسَلّم، ولذلك سمي عام الوفود، وكان النبي صلي الله عليه وسلم يستقبل الوفود ويعلمهم الإسلام ويتكلم معهم بشكل جماعي، ومما ثبت من ذلك ما في حديث الصحيحين: إن وفد عبد القيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من الوفد أو من القوم؟ قالوا: ربيعة، فقال: مرحبا بالقوم أو بالوفد، غير خزايا ولا ندامى، قالوا: إنا نأتيك من شقة بعيدة، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، ولا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام، فمرنا بأمر نخبر به من وراءنا، ندخل به الجنة، فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: أمرهم بالإيمان بالله عز وجل وحده، قال: هل تدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم، ونهاهم عن الدباء، والحنتم، والمزفت، قال شعبة: ربما قال: النقير، وربما قال: المقير، قال: احفظوه وأخبروه من وراءكم.

وأحيانا يفد عليه شخص منفرد فيعلمه بشكل فردي؛ كما في الصحيحين أيضا: عن أنس بن مالك، قال: بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد أجبتك، فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك؟ فقال: سل عما بدا لك، فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: اللهم نعم، قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: اللهم نعم، قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: اللهم نعم، قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم نعم، فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر. اهـ.
وكان يأمر المدعوين  بكلمة التوحي؛د كما روى ربيعة بن عباد الديلي ـ رضي الله عنه ـ وكان جاهلياً فأسلم، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول: يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، ويدخل في فجاجها والناس متقصفون عليه، فما رأيت أحداً يقول شيئاً، وهو لا يسكت، يقول: أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا. أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في إرواء الغليل.

والله أعلم.