عنوان الفتوى : حكم صلاة المرأة في مكان يراها فيه الرجال
أنا أخت من الجزائر، أريد نصيحتكم لي يا مشايخنا الكرام، وخاصة ونحن في التراويح، وأجواء رمضان. في هذه الأيام أصلي التراويح في بيت من بيوت الله، في الجزائر عندنا، هو ليس مسجدا، وإنما بقرب المسجد؛ لأننا نعاني في الجزائر- ولا حول ولا قوة إلا بالله- من كثرة بناء الملاعب، والمساجد تعاني عندنا بكثرة من عدم وجود مصلى خاص بالنساء، أو وجود مصلى، ولكن لا توجد حرمة بين الرجال والنساء، وللأسف إمام المسجد الذي أتعلم فيه كتاب الله مع النساء، أي مصلى النساء وضع فيه برنامجا لمعلم قرآن يدرس الرجال والأطفال فيه؛ مما يجعلنا نجده مليئا بالأوساخ- أعزكم الله- ومراحيضه مليئة بالقذر-أعزكم الله- وعندما ننظفه ونأتي نجده في حالة يرثى لها، إضافة إلى معلم القرآن الذي يدرس الأطفال، والرجال في مصلى النساء. والأمر الثاني الباب الذي بين المصلى والمسجد يفتح من المسجد، ومرات يبقى مفتوحا، فكنا نغلقه، أو نضع بجانبه كرسيا نسده، لا يوجد قفل خاص للمرشدة، والمرشدة ليس لها مفتاح المصلى إنما عند المعلم فقط. والله إني حزينة لهذا التساهل. تكلمت مع مرشدته، وقالت سأتكلم مع الإمام، ولكنها كثيرة النسيان. ما نصيحتكم لي أفادكم الله؟ وهذه الأيام أصلي التراويح في مسجد آخر، ولكن مصلى النساء عبارة عن سطح منزل من المنازل مجاور له، لا يوجد فيه مصلى؛ لأنه صغير جدا يصلى في ذلك المنزل النساء، ولكن سطحه جدرانه قصيرة. فهل علي إثم إن صليت فيه وأنا منتقبة؟ أفادكم الله أرجو الرد إن أمكن ذلك بإذن الله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقكن إلى العمل الصالح، وأن يتقبله منكن.
ثم إن الواجب تعاهد المساجد، وتطهيرها من الدنس والأقذار، كما بينا في الفتويين: 102619، 71607 ، وينبغي نصح معلم القرآن بذلك، فهو أولى الناس بتعظيم هذه الشعيرة.
ثم إن صلاة المرأة في بيتها أفضل، وأعظم أجرا، كما بينا بالفتوى رقم: 139474، ومع ذلك فلا بأس إن صلت في المسجد، إذا لم تكن ثمة فتنة، أو أي محظور شرعي، وبشروط تجدينها في الفتويين: 11990، 26957.
وصلاتكن في المصلى صحيحة طالما أمكنكن الاقتداء بالإمام؛ وانظري الفتوى رقم: 127420.
وانظري للفائدة الفتويين: 184241، 202411.
وصلاتكن بحيث يراكن الرجال بالحجاب الكامل صحيحة، ولا إثم فيها، وإن كان الأفضل الصلاة في المكان المستور عن أعين الرجال؛ وانظري الفتويين: 13328، 23371.
والله أعلم.