عنوان الفتوى : هل يعد من الغش اعتماد الطالب على بحث غيره؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا شاب كنت أدرس في الجامعة للحصول على شهادة الإجازة، وقد درست ثلاث سنوات، وفي نهاية السنة الثالثة كان عليّ إنجاز مشروع نهاية السنة، وهو عبارة عن بحث كنت أعددته أنا وزميل لي، وكان يشرف علينا في إعداد هذا البحث أستاذ، وبعد أن اخترنا عنوان البحث سلّم لنا الأستاذ عدة مراجع، من بينها بحث، أو مشروع لطالبين يحمل نفس عنوان بحثنا تمامًا، وهذان الطالبان سبقانا بعام، أو أكثر في إنجاز هذا البحث، والمشكلة هي أننا اعتمدنا بشكل كبير على البحث الذي أنجزه هذان الطالبان، ونقلنا كثيرًا من بحثهم إلى بحثنا؛ لأن الموضوع مشترك بيننا تمامًا، وأشعر بتأنيب الضمير لأننا لم نبذل مجهودًا، رغم أننا بذلنا جهدًا في فهم الموضوع، وتقديمه، وكتابته، وشرحه للجنة، وبعد حصولي على الشهادة أصبحت تأتيني أفكار: هل غششت أم لا؟ وهل عملي بهذه الشهادة حلال؟ علمًا أنني بحثت عن مراجع أخرى، وكتبت شيئًا يسيرًا من البحث من مجهودي الخاص، ورغم ذلك فالبحثان متشابهان جدًّا، علمًا أن الأستاذ المشرف علينا، والذي هو عضو من اللجنة التي ستقيِّم عملنا، والتي فعلًا قدمنا عملنا أمامها، هو بنفسه من سلم لنا هذا البحث الذي نقلنا منه، واعتمدنا عليه، وقد حدث كل هذا قبل عامين، وأنا مصاب بالوسواس، وحاليًا أتناول على الأقل ثلاثة أنواع من الأدوية، فأفتونا -جزاكم الله خيرًا- فأنا مقبل على التقدم لوظيفة أستاذ أو غيرها، وأخاف أن أكون قد غششت، فيحرم عليّ العمل بهذه الشهادة، فتضيع سنوات من دراستي هباء؛ لأن إعادة الدراسة من جديد للحصول على شهادة إجازة جديدة لا أعرف كم سنة سيستغرق -هذا إذا كان ممكنًا أصلًا- وقد قالت جهة استفتيتها: "لا حرج عليك في الاستفادة من أبحاث الطلبة الآخرين، سواء كانت الاستفادة كبيرة أم قليلة، شريطة أن توثق ذلك في بحثك بالطرق العلمية المعتمدة في توثيق المعلومات في الأبحاث في الجامعة التي تدرس فيها، ولا يعد ذلك غشًّا، فالغش هو أخذ المعلومة دون توثيقها في البحث، وننصحك بمصارحة المشرف في هذا الأمر" انتهى كلامهم. لكن المشرف يعلم؛ لأنه هو من سلمنا بيده البحث الذي أنجزه الطالبان، والمشكلة كذلك أننا لم نوثق ذلك، أي لم نذكر أننا أخذنا المعلومات من بحث الطالبين، فأرجو منكم أن تساعدوني لوجه الله، فأنا في جحيم، وحياتي تضيع -جزاكم الله خيرًا- فهل أتقدم لأي وظيفة أم لا يجوز ذلك؛ لأن راتبي سيكون حرامًا؟ والله يشهد إني لم أتعمد الكذب فيما قلته في الأعلى.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن اعتماد الطالب على بحث غيره، وإفادته منه دون عزو، ولا إشارة يعتبر من الغش، ومن التشبع المذموم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. متفق عليه.

قال الشيخ ابن عثيمين: إن مما يؤسف له أن بعض الطلاب يستأجرون من يعد لهم بحوثًا، أو رسائل يحصلون بها على شهادات علمية، أو من يحقق بعض الكتب، فيقول لشخص: حضِّر لي تراجم هؤلاء، وراجع البحث الفلاني، ثم يقدمه رسالة ينال بها درجة يستوجب بها أن يكون في عداد المعلمين، أو ما أشبه ذلك، فهذا في الحقيقة مخالف لمقصود الجامعة، ومخالف للواقع، وأرى أنه نوع من الخيانة؛ لأنه لا بد أن يكون المقصود من ذلك الشهادة فقط، فإنه لو سئل بعد أيام عن الموضوع الذي حصل على الشهادة فيه لم يُجِبْ؛ لهذا أحذر إخواني الذين يحققون الكتب، أو الذين يحضّرون رسائل على هذا النحو من العاقبة الوخيمة. اهـ.

وعلم المشرف على البحث بصنيعكما لا يخرجه عن دائرة الغش، فقد جرى العرف الأكاديمي على اشتراط عزو المعلومات إلى مصادرها، وأن عدم العزو إخلال بالأمانة العلمية. 

ومع ما تقدم فإن ما صنعت لا يقتضي أن الشهادة الدراسية تلك برمتها باطلة لا يجوز الانتفاع بها، فعليك أن تستغفر الله مما بدر منك، وتعزم على عدم العود لمثله، ثم لا تلتف الى الوساوس هذه التي تنتابك، وامض في حياتك بعيدًا عنها. 

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
كتابة الشخص اسمه على بحث شارك فيه من التزوير والغش
شراء شهادة ثاني ثانوي لإكمال الدراسة
الدفع لشخص ليزيد عدد سنوات الخدمة للحصول على راتب التقاعد
حكم كسب المال عن طريق النقر على إعلانات جوجل أدسنس
تذكير المختبِر ببداية الجواب، وهل له الإجابة عما يتعلق بالمحرمات؟
حكم نشر أسئلة الاختبارت السابقة والاطلاع عليها
الاطلاع على أسئلة الاختبار المنتشرة بين الناس
كتابة الشخص اسمه على بحث شارك فيه من التزوير والغش
شراء شهادة ثاني ثانوي لإكمال الدراسة
الدفع لشخص ليزيد عدد سنوات الخدمة للحصول على راتب التقاعد
حكم كسب المال عن طريق النقر على إعلانات جوجل أدسنس
تذكير المختبِر ببداية الجواب، وهل له الإجابة عما يتعلق بالمحرمات؟
حكم نشر أسئلة الاختبارت السابقة والاطلاع عليها
الاطلاع على أسئلة الاختبار المنتشرة بين الناس