عنوان الفتوى : مسائل نادرة يكون النفل فيها أفضل من الفرض

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل توجد حالات يفضل فيها أداء سنة أداء أمر فاضل عنها غير الحالة التي بها ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن في السؤال ما ليس واضحا، فالأفضل أن تعيد صياغته بشكل واضح، ولكن الفرائض والواجبات أفضل من السنن في الغالب، لما في الحديث القدسي: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه, وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.... رواه البخاري.

وقد ذكر بعض أهل العلم مسائل قليلة يكون النفل فيها أفضل من الفرض، ففي الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على أن الفرض ـ سواء كان فرض عين, أو فرض كفاية ـ أفضل من التطوع والتنفل, لقول الله تعالى في الحديث القدسي: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه, وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.... الحديث، لأن الأمر بالفرض جازم فيتضمن أمرين: أحدهما: الثواب على فعله, والآخر: العقاب على تركه, بخلاف النفل, فلا عقاب على تركه, ولأن الفرض كالأساس, والنفل كالبناء على ذلك الأساس, ولذلك كان الفرض أكمل وأحب إلى الله وأشد تقربا من النفل, إلا في مسائل مستثناة, النفل فيها أفضل من الفرض, وهي:

أ ـ تقديم الوضوء على الوقت لغير المعذور مندوب, وبعد دخول الوقت فرض, المندوب ـ هنا ـ أفضل من الفرض, لأن تقديم الوضوء فيه انتظار الصلاة, ومنتظر الصلاة كمن هو فيها, ولأن فيه قطع طمع الشيطان عن تثبيطه عن الصلاة.

ب ـ إبراء المعسر عن الدين سنة, وإنظاره حتى الميسرة فرض, لقوله تعالى: فنظرة إلى ميسرة ـ ولكن الإبراء أفضل من الإنظار. 

  ج ـ الابتداء بالسلام سنة, ورد السلام فرض, لقوله تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ـ وابتداء السلام أفضل من رده, لما روى ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يرفعه: إذا مر الرجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه, كان له عليهم فضل, لأنه ذكرهم السلام. اهـ.

والله أعلم.