عنوان الفتوى : حكم بذل الطالب المال مقابل تسجيله حاضرًا في السكشن
كليتي تجبرني على حضور السكشن، وهي قليلة الفائدة، وتهدر الوقت والجهد الكثير، وتؤثر بشكل ملحوظ جدًّا على درجاتي؛ لدرجة أن من هم أقل مني في المستوى والمجهود يسبقونني بعشرات الدرجات بسبب ذلك، وهم لا يحضرون لكنهم يذهبون إلى العامل ويعطونه مبلغًا من المال فيسجلهم حضورًا كمن حضر طوال العام، وما يمنعني من ذلك هو أنني أخاف أن تعد هذه رشوة للعامل، وأنني سجلت حاضرًا ولم أحضر من ثم فإما أن أفعل ما يفعلون حرصًا على التفوق، أو أن أضحي بالوقت والجهد ومن ثم الاستمرار في الكلية حيث لا يستمر فيها سوى 250 طالبًا الأوائل من 1800، فماذا ترون؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلىَ آله وصحبه، أما بعد:
فما دام حضور ـ السكشن ـ لا خيار فيه للطالب، ولا محذور فيه، بل قرر لأجل نفع الطلاب في حياتهم العملية، وإن كان الطالب لا يراه ضروريًا، أو قليل النفع والفائدة، فلا يجوز بذل رشوة للأستاذ أو العامل لكي يسجل حضور الطالب وهو غائب لم يحضر، فهذا تزوير وغش لا يجوز الإقدام عليه، ولا عذر فيما ذكرت.
وضيق الوقت لا يكون هو العائق في الغالب أمام التفوق في الدراسة، بل يكفي قليل من الوقت إذا تم تنظيمه وضبط الأوليات فيه، وغير ذلك مما يحتاجه الطالب كي يراجع ويتفوق ـ بإذن الله ـ
وعلى كل، احرص على ما ينفعك، وتجنب سبل الحرام من رشوة، وغش، وتحايل - لعل الله أن يبارك لك في وقتك وعلمك ومالك -.
والله أعلم.
