عنوان الفتوى : نظرات حول التسمية بـ (مايا)
يا شيخ جزاك الله خيرا. ما حكم تسمية المولودة باسم مايا. وهذه معاني الاسم مايا: اسم مايا إلهة الربيع عند الرومان، وهي زوجة البركان. ومايا: اسم شعب من الهنود الحمر في أمريكا الوسطى، ولا سيما المكسيك. في الهند معناه: الغموض. في العبرية: الربيع. في الفارسية القديمة معناه: الشهامة، والقوة. وفي اليونانية معناه الأم. وكما ترى يا شيخ الاسم له عدة معاني، وليس له معنى واحد فقط. فهل أسمي به؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأولى بلا شك أن يجتنب المسلم تسمية أولاده بأسماء غير مألوفة، وأن يسميهم أسماء حسنة، فعن أبي الدرداء, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، فأحسنوا أسماءكم. قال عنه النووي في تهذيب الأسماء: إسناده جيد. وصححه الحاكم.
وجاء في سنن أبي داوود، والنسائي، ومسند أبي يعلى عن أبي وهب الجشمي ـ وكانت له صحبة ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها حارث، وهمام، وأقبحها حرب، ومرة. قال عنه حسين سليم أسد: رجاله ثقات. وقال عنه الألباني: صحيح دون جملة: الأنبياء.
وجاء في تسمية المولود للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: أنادي بلسان الشريعة الإسلامية على المسلمين أن يتقوا الله، وأن يلتزموا بأدب الإسلام، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لا يؤذوا السمع والبصر في تلكم الأسماء المرذولة، وأن لا يؤذوا أولادهم بها، فيحجبوا بذلك عنهم زينتهم: الأسماء الشرعية. وما هذه إلا ظاهرة مرضية، مؤذية، يجب على من بسط الله يده أن يصدها عن مواليد المسلمين، فليزمهم عن طريق الأحوال المدنية بالأسماء المشروعة فحسب، فلا يسجل إلا ما كان شرعياً. وإذا كانت القوانين تصدر في فرنسا وغيرها لضبط اختيار أسماء المواليد حتى لا تخرج عن تاريخهم، ولا تتعارض مع قيمهم الوطنية، وإذا ألزم المسلمون في بلغاريا بتغيير أسمائهم الإسلامية، فنحن في الالتزام بدين الله - الإسلام - أحق من أمم الكفر. اهـ.
فلا يخفى بعد هذا أن الاسم إذا تردد بين القبح والحسن كان الأولى تركه، واختيار اسم حسن، وأحرى من ذلك أن يتردد بين القبح وبين مجرد كونه غير قبيح. وأنت ذكرت هنا أن الاسم الذي سألت عنه تتردد معانيه بين إلهة الربيع، وهذا لا تجوز التسمية به قطعا؛ لما فيه من الترويج لمعتقد كفري، وأنه اسم شعب من الهنود الحمر في أمريكا الوسطى، وهذا قبيح أن يتسمى به المسلم، وأنه بمعنى الغموض، والربيع، والشهامة، والقوة، والأم، وهذه المعاني الأخيرة لا توصف بالقبح.
فلهذا ننصحك بتجنب تسمية ابنتك بهذا الاسم، وأن تختاري لها اسما من أسماء الصحابيات، أو الصالحات من سلف هذه الأمة، وهي كثيرة بحمد الله، ولا يغرنك الشيطان، ويسول لك بأن بعض معاني هذا الاسم ليست قبيحة، فيكفي للتنفير منه أن له معنى كفريا، وأنه لم ير مسلم قد تسمى به إلا تقليدا للغرب، وأنه من الأسماء الخاصة بأهل الكفر.
وقد تعرضنا في بعض فتاوانا السابقة إلى النهي عن التسمية بهذا الاسم (مايا)، فراجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 29185، 71291، 160869.
والله أعلم.