عنوان الفتوى : لا ينبغي للمسلم أن يحسد أخاه على ما أنعم الله عليه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

إذا كانت زوجة تتجبر على زوجها وتسيء معاملته ورزقها الله أنثى ثم طفلاً ذكرا لتزيد على تجبرها فأنا انتابني شعور بأنها لا تستحق هذا الطفل الذكر عندما ولدته وأنا نادمة على ذلك لأن الله أعلم بذلك.أفيدوني أفادكم الله.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان ما وقع في نفسك هو مجرد شعور أو تفكير من غير أن يستقر ذلك في الذهن، أو تتحدثي به إلى الآخرين، أو تعملي بمقتضاه، فإن هذا لا شيء فيه -ولله الحمد- فقد روى مسلم في صحيحه والبخاري تعليقاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به".
ومفهوم المخالفة هنا: أن من تكلم أو عمل بمقتضى ذلك أنه مأخوذ به، فإذا كان حصل شيء من ذلك، فعليك بالاستغفار والتوبة، وإتباع السيئة بالحسنة، فإن ذلك يبدلها حسنة، كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) [الفرقان:70].
وننبه السائلة الكريمة إلى أن عقيدة المسلم تملي عليه ألا يعترض على شيء من قضاء الله وقدره، وقد قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر:49].
وهو سبحانه وتعالى المقسم للأرزاق، والمقدر للآجال يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط.
ولا ينبغي للمسلم أن يحسد أخاه على نعمة مَنّ الله تعالى بها عليه، فإذا كان هذا الشخص يسيء معاملة الآخرين، أو لا يقدر هذه النعمة، ولا يؤدي شكرها، فإن عاقبة ذلك عليه وحده، قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35].
وقال تعالى: (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ) [الأنعام:164].
والله أعلم.