عنوان الفتوى : التنفل بالصلاة والصيام هل يجزئ عن القضاء
يا شيخ عمري 23 سنة، ولم أكن أصلي، ولا أصوم رمضان، وأفطر عمدا، وقد أفطرت أيضا عمدا بسبب العادة السرية عدة أيام من رمضان الفائت. وقد تبت الآن إلى الله، وبدأت في الصلاة، وصيام الاثنين والخميس، وأكثر من النوافل والطاعات. سؤالي: هل علي قضاء أو كفارة للصلاة أو الصيام، مع أني كنت أصوم ولا أصلي؟ وفي حديث لأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم معناه: من أفطر عمدا في رمضان، لم يكفه صيام الدهر كله؟ فهل صيامي للاثنين والخميس، و3 أيام من كل شهر يقبل بعد توبتي أو يجب علي القضاء والكفارة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فما دمت قد تبت إلى الله تعالى، فنرجو أن يتقبل الله تعالى توبتك، وقد قال عز وجل: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. {الشورى : 25}.
ونرجو أن يتقبل الله تنفلك بالصلاة والصيام, ويجب في قول جمهور أهل العلم على من ترك الصلاة والصيام كسلا، أو تهاونا أن يقضيهما, وتنفلك بالصلاة، وبصيام الاثنين والخميس، لا يغني عن قضاء ما تركته من الصلوات المفروضة، وصيام رمضان. وإذا كنت لا تعلم عدد فوائت الصلاة، والصيام على وجه اليقين، فإنه يجري في حقك خلاف الفقهاء فيمن ترك صلوات لا يعلم عددها. هل يكتفي بقضاء ما يغلب على ظنه أنه مطالب به, أم يلزمه أن يقضي ما يتيقن أنه تبرأ ذمته به، وليس مجرد ما يغلب على ظنه, وقد ذكرنا أقوال الفقهاء حول هذا في الفتوى رقم: 239047 ولا شك أن الأحوط والأبرأ لذمتك أن تقضي حتى تتيقن أنك أديت ما تركته من الصلوات، والصيام.
ولا شك في حرمة العادة السرية، ولكن صيام رمضان الذي فعلت أثناءه العادة السرية، لا يبطل، ولا يلزمك قضاؤه إلا إذا حصل إنزال، فيلزمك حينئذ القضاء فقط دون الكفارة, وإن لم يحصل إنزال، فلا قضاء ولا كفارة في المفتى به عندنا؛ وانظر الفتوى رقم: 213445 عن حكم من ارتكب العادة السرية في رمضان ولا يدري عدد الأيام, والفتوى رقم: 202726 عن حكم من أفطر رمضان عدة سنوات بغير عذر وهل يكفر نظير تأخير القضاء, والفتوى رقم: 141153 عن معنى حديث: من أفطر يوما ... لم يقضه صيام الدهر.
واجتهد أخي السائل مستقبلا في الحرص على تقوى الله وطاعته، والبعد عن معصيته لا سيما وأنت في مقتبل العمر، فحري بك أن تملأ شبابك بالطاعة لا بالمعصية, واعلم أنك ستسأل عن عمرك عموما، وعن شبابك على وجه الخصوص فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه: لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ. رواه الترمذي وصححه الألباني.
والله أعلم.