عنوان الفتوى : العلاقات العاطفية السابقة لا تبرر العزوف عن الزواج
إنني أمرّ بحالة نفسية سيئة، ويعلم الله أني تبت توبة خالصة لربي، ولكن هاجس الماضي يلازمني، فقد ارتكبت أخطاء كثيرة، وكانت لي علاقات مع شباب، وكنت أحادثهم في الهاتف في أمور محرمة، وأمارس العادة السرية، وأخرج معهم، وتحدث العديد من المداعبات، ولكني لم أصل – والحمد لله - لمرحلة الزنا، والآن أنا نادمة أشد الندم، وأتمنى أن يعود الزمن للوراء لأمحو الماضي، وتقدم لخطبتي ابن خالتي، وهو شاب صالح، ولكن هاجس الماضي يلازمني، وأشعر أنني لا أستحقه بسبب ما حدث معي في الماضي، مع العلم أني تبت، فهل أقبل به؟ وكيف أمحو الماضي، وأكفر عن ذنوبي؟ أرجو توجيهي التوجيه الصحيح، ولدي هاجس بأنني فقدت عذريتي، علمًا أنني لم أدخل أي شيء، وكانت مداعبات في البظر فقط.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي - هداك الله - أن من تاب إلى الله تاب الله عليه، ومهما كان الذنب عظيمًا فإن عفو الله تعالى أعظم، فأحسني ظنك بربك، وأخلصي في توبتك، وأكثري من الاستغفار، ففضل الله تعالى واسع، ورحمته عظيمة، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وإذا تبت توبة نصوحًا، قبل الله توبتك، وأقال عثرتك، وكنت ومن لم يرتكب الذنب سواء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، فلا تفكري في هذا الماضي إلا فكرة توجب لك مزيد الندم، والإكثار من الاستغفار، والرجوع إلى الله تعالى، واستتري بستر الله، ولا تخبري أحدًا بذنبك.
واقبلي ابن خالتك هذا، ولا تجعلي ما سلف من ذنوبك حائلًا بينك وبين الخير، وأكثري من الطاعات، واجتهدي في فعل النوافل، فإن الحسنات يذهبن السيئات، ولا تعبئي بالوساوس في أمر البكارة، أو غيره، بل استمري في حياتك بصورة طبيعية، محسنة ظنك بربك تعالى، معرضة عن الأوهام والوساوس، فإنها من الشيطان، يحزنك بها، ويريد بها صدك عن التوبة، والحيلولة بينك وبين الخير.
والله أعلم.