عنوان الفتوى : الغضب للنفس أكثر من الغضب لله نقص في الإيمان
هل الغضب للنفس أكثر من الغضب للدين يعتبر كفرًا؟ مثلًا: لو استهزأ بي شخص لضربته، ولكن لو رأيت شخصًا يستهزئ بالدين، أو يستعمل الصحف للأكل عليها، ويعلم أنه ربما يكون فيها اسم الله، لغضبت في داخلي، ولكن لن أرد عليه. وهل إذا لم أرد للنفس حتى يقل الغضب، ويصبح أقل من الغضب للدين. ليس علي شيء؟ الشيخ عبد العزيز الطريفي يقول: الغضب للنفس، والنسب، والحسب أكثر من الغضب لله، ضعف في الإيمان. هل يُعتبر ضعف الإيمان في كلامه كفرا؟ وهل الغضب أكثر دون تصرف يعتبر ضعفا في الإيمان أما إذا عمل فيعتبر كفرًا؟ أتمنى الإجابة العاجلة؛ لأني تعبت من هذا الموضوع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأمر كما نقل السائل عن الشيخ عبد العزيز الطريفي، أن: الغضب للنفس أكثر من الغضب لله، ضعف في الإيمان. فهو ليس كفرا، ولكنه علامة على نقص الإيمان؛ فإن كمال الإيمان يحمل صاحبه على أن يكون غضبه لله أشد من غضبه لنفسه؛ ولذلك قالت عائشة- رضي الله عنها-: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء يؤتى إليه، حتى ينتهك من حرمات الله، فينتقم لله. رواه البخاري.
وقد سبق أن أجبنا السائل عن الحكم بكفر من ترك الإنكار على من يسب الدين، أو يستهزئ به، وذلك في الفتوى رقم: 229213. كما سبق لنا بيان أن الغضب لله تعالى لا ينافي الرفق بالجاهل، ومراعاة مراتب الإنكار، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 156961.
والله أعلم.