عنوان الفتوى : الرعاية والدعوة تتأكد في حق الأخوات والأهل
أنا شاب ملتزم وعندي أختان غير مطيعتين لي. فهل يجوز لي تركهما وهجرهما، وأسافر لأفر بديني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على المسلم أن يرعى أهله، ومن ولاه الله تعالى عليهم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده..ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.
وعلى هذا، فأنت المسؤول الأول بعد أبويك، وعليك أن تحرص على هداية أختيك، ووقايتهما من النار.
وعليك أن تأخذهما بأسلوب اللين والرفق والمحبة والمودة بالكلمة الطيبة والهدية، فما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه، وما نزع الرفق من شيءٍ إلا شانه.
فأنت مطالب بدعوة الناس عمومًا بالتي هي أحسن، ولكن ذلك آكد مع أهلك وأخواتك.
وأما ترك أهلك وهجرانهم بدعوى الفرار بالدين، فهذا هزيمة وضعف لا نرضاه لك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز... رواه مسلم.
وقد روى أصحاب السنن عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.
وتأكد أنك إذا صبرت وبذلت جهدًا في دعوتهنَّ برفقٍ ولين أن النتيجة ستكون فوق ما تتوقع، ولمن تترك أخواتك؟ أتتركهنَّ للفساد والفضيحة؟!
نسأل الله تعالى أن يعينك، وأن يجزيك الخير على حرصك على أهلك، وما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
والله أعلم.