عنوان الفتوى : شهادة من يربي الحمام بين القبول الرد
لماذا لا تقبل شهادة مربي الحمام ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جمهور العلماء يردون شهادة من يربي الحمام على وجه اللعب به، قال السرخسي في المبسوط: ولا تقبل شهادة من يلعب بالحمام يطيرهن لشدة غفلته. انتهى
وقال: والغالب أنه ينظر إلى العوارت في السطوح وغيرها، وذلك فسق. انتهى
أما إذا كان يربي الحمام ليأكل لحمه أو ليتاجر فيه فيبيعه لمن يأكل لحمه أو ليستأنس به دون أن ينشغل بتطييره واللعب به، فالظاهر أنه لا ترد به الشهادة، قال السرخسي في المبسوط: فأما إذا كان يمسك الحمام في بيته يستأنس بها، ولا يطيرها عادة، فهو عدل مقبول الشهادة، لأن إمساك الحمام في البيوت مباح. انتهى
وقال الطرابلسي في معين الحكام: وقيل: من يبيع الحمام ولا يطيرهن تقبل. انتهى
وقال البهوتي في كشاف القناع: وتباح -أي الحمام- للأنس بصوتها ولا ستفراخها وحمل كتب من غير أذى الناس. انتهى.
وليعلم أن خوارم المروءة التي ترد بها الشهادة تختلف من مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان، فالأمر فيها يرجع إلى العرف والعادة الجارية، قال ابن عابدين:
والعرف في الشرع له اعتبار === لذا عليه الحكم قد يدار
والله أعلم.