عنوان الفتوى : كيفية الخشوع في الصلاة والسبب في ترك قيام الليل وكيفية العود إليه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كيف أخشع في صلاتي مع أنني كنت أصلي قيام الليل وتركته؟ وكيف أعود إليه مع أنني حاولت ولم أستطع؟ وهل هذا بسبب أن الله غير راض عني؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فأما كيف تخشعين في صلاتك: فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في كيفية تحصيل الخشوع في الصلاة، فانظري لهذا الفتاوى التالية أرقامها: 3087، 138547، 9525، 124712.

وأما ترك قيام الليل: فلتعلمي أن النفس لها إقبال وإدبار, تنشط أحيانا في الطاعات وتفتر أحيانا أخرى، والمهم أن لا يتعدى الفتور إلى ترك الفرائض والوقوع في المحرمات, ومن أصابه الفتور في ترك المستحبات فليحمل نفسه على العودة إليها فننصحك بالعودة إلى قيام الليل وعدم الاستسلام ولتجتهدي في البعد عن الأسباب المثبطة عن القيام من الذنوب والمعاصي والسهر والشبع, وانظري الفتوى رقم: 223903.

وأما هل ترك القيام دليل على عدم رضا الرب تعالى: فجوابه أنه لا يلزم من ترك القيام عدم رضا الله تعالى, والله تعالى قد يرضى من العبد الطاعة ولا يعينه عليها لا لعدم رضاه عنه ولكن لعلمه تعالى أنه إن فعل العبد تلك الطاعة فإنه قد يقع في مفسدة أكبر من منفعة الطاعة كالعجب والريا ونحو ذلك, قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ يَرْضَى لِعَبْدِهِ شَيْئًا وَلَا يُعِينُهُ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ إِعَانَتَهُ عَلَيْهِ قَدْ تَسْتَلْزِمُ فَوَاتَ مَحْبُوبٍ لَهُ أَعْظَمَ مِنْ حُصُولِ تِلْكَ الطَّاعَةِ الَّتِي رَضِيَهَا لَهُ، وَقَدْ يَكُونُ وُقُوعُ تِلْكَ الطَّاعَةِ مِنْهُ يَتَضَمَّنُ مَفْسَدَةً هِيَ أَكْرَهُ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ مِنْ مَحَبَّتِهِ لِتِلْكَ الطَّاعَةِ، بِحَيْثُ يَكُونُ وُقُوعُهَا مِنْهُ مُسْتَلْزِمًا لِمَفْسَدَةٍ رَاجِحَةٍ، وَمُفَوِّتًا لِمَصْلَحَةٍ رَاجِحَةٍ.... اهـ.

والله أعلم.