عنوان الفتوى : حكم من يقول: "الدين أفيون الشعوب" للذين يمررون الحرام تحت غطاء الدين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم من يقول مقولة: "الدين أفيون الشعوب" لكن ليس عامة، بل يتكلم على الذين يمررون الحرام والخطأ تحت غطاء الدين, أي يستعملون الدين في الخديعة, فهل هو كافر؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه العبارة من حيث الأصل عبارة كفرية إلحادية، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتويين: 69084، 35638.

 وقد قال الشيخ ابن باز في (فتاوى نور على الدرب): سب الدين من أعظم الكبائر، ومن نواقض الإسلام - نسأل الله العافية والسلامة - فمن سب الإسلام، أو سب نبي الإسلام، أو سب رسولًا من الرسل، فقد ارتد عن الإسلام - نعوذ بالله - فإذا لعن الرسول، أو لعن الإسلام، أو سب الإسلام بأنواع السب، بأن قال: الإسلام دين جامد، أو دين ناقص، أو أفيون الشعوب، أو ما أشبه ذلك من التنقصات، فإن هذا يسمى سبًا، ويكون صاحبه مرتدًا عن الإسلام ... اهـ.
وأما استعمال هذه العبارة على النحو المذكور في السؤال، فهو وإن كان خطأً فاحشًا، إلا إن صاحبه معذور بتأويله الخاطئ، فلا يكفر عينًا؛ لأن التأويل مانع من موانع تكفير المعين، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 206329.
وأما وجه خطئه في هذا التأويل، فلكون الخديعة باسم الدين، وتمرير الحرام والخطأ تحت غطاء الدين، ليس هو الدين ذاته، فالنقد ـ إن صح سببه ـ ينبغي أن يوجه للأشخاص، وأفهامهم، وسلوكياتهم، وأما الدين فبراء من الخطأ، معصوم من الانحراف الفكري والسلوكي.

والله أعلم.