عنوان الفتوى : هل في الجنة قصائد, وقصص، وروايات، وكتب؟
عندي سؤال دائمًا يخطر على بالي، وأتساءل عنه, وأعرف أنه غريب، لكني أرجو منكم الإجابة عنه - وفقكم الله، وجعله في ميزان حسناتكم – فأنا دائمًا أتساءل: هل القصائد والقصص، والروايات، والكتب موجودة في الجنة؟ فهل يجد الشاعر مثلًا قصائده في الجنة؟ وهل نجد الكتب والمجلدات، والمؤلفات، والقصص؟ والأهم من ذلك هل نجد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ونقرؤها أو نسمعها؛ لأن هناك أثرًا يدل على أن القرآن يقرأ في الجنة, فهل القصائد والكتب موجودة هناك أيضًا - مثل الكتب التي تحكي عن الدنيا والآخرة، والجنة وما فيهما، والقصائد الدينية, وكصحيح البخاري, وحادي الأرواح, وغيرها -؟ قال تعالى: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ. وقال: قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين (26) فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم (27) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم (28) فهل هذا يدل على وجود ما سألت عنه في الجنة؟ أرجو منكم الإجابة, وشكرًا.
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نعلم نصًّا في هذا، ولا شك أن المؤمن في الآخرة سينال ما يشتهيه في الجنة، كما قال تعالى: يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}.
وقال تعالى: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ {فصلت:31}.
وقال تعالى: لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ {الزمر:34}.
ويحكى عن بعض السلف أنه كان يقول: لا تطلب التحقيق في أمور الآخرة، ويقال لمن سأل عن ذلك سترد فتعلم.
والله أعلم.