عنوان الفتوى : حكم من تحدث في نفسه بكلام فيه كفر أو معصية
قمت بتحميل فلم مرئي من you tube وبعد عملية التحميل والحفظ قمت في يوم من الأيام بفتح ذلك الملف، وفي أول الفيلم ـ كما هو المعتاد ـ ظهرت لنا كلمة الإصدار باللغة الانجليزية، ومن حروفه: حرف t وكما ترى فإن هذا الحرف مثل الصليب، وقلت في قلبي: هل الاستمرار في مشاهدة وعدم مسح هذا الملف ـ الفيلم ـ من computer يعتبر ردة، لأنه يدل على الرضى بشعار النصارى؟ أم الاستمرار في مشاهدته وعدم مسحه هو مجرد معصية لا تصل إلى الردة؟ مع أنني أحب مشاهدته، ومباشرة قلت في قلبي: سأستمر في مشاهدته وسأقر إقرارا بأنني آثم لمشاهدة حرف t وعدم مسح هذا الفيلم مهما كان إثمه، فهل كلمتي في قلبي: مهما كان إثمه ـ يلزم منها إثم أو ردة؟ وهل أنا مرتد بهذا القول القلبي؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 118153، أنه ليس كل خطين متقاطعين يعتبران صليباً، وإنما الصليب ما يشبه الإنسان المصلوب، كما بينه الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود، فلا علاقة لحرف ـ t ـ بالصليب، وراجع الفتوى رقم:164921، وتوابعها.
ثم اعلم أن من رحمة الله تعالى أنه لا يُؤاخذ بحديث النفس، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم.
كما بيناه في الفتوى رقم: 99234.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسواس، ومع تكرر أسئلتك بهذه الصورة نرى أنه لا بد لك من التداوي لدى طبيب مسلم ثقة امتثالاً لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.