عنوان الفتوى : سبل النهوض بالأمة من خلال القرآن الكريم
كثر الخطأ من أبناء الحركة الاسلامية في العقود الماضية في تطبقيهم وفهمهم للإسلام. فنشأ جيل لا يحيا بعقيدة الإسلام، ومجتمع لا يهتم بالهدي الظاهر سواء في الاتباع أو في النقد. ولكننا أبصرنا أن المجتمع الاسلامي الذي نشأ في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم خضع لبناء عقائدي طوال 13 سنة .. ولما ترسخت العقيدة كان من السهل عليهم أن يتبعوا أوامر الله ونواهيه ويقوموا بكلمة ولكلمة الحق .. فكان الفتح المبين .. وعلى هذا فأنا أسأل كيف نرسخ العقيدة في نفوسنا حتى نعيش بها ونستشعر معية الله وسلطانه في كل لحظة من حياتنا .. كيف نهدم عقيدة الجاهلية التي نحيا وسطها الآن في مجتمعنا وأنفسنا لنبني بدلاً منها عقيدة الإسلام .. وأقصد بالعقيدة ليس دراسة متون علم التوحيد النظرية ولكن ذلك الشيء الذي يستقر في القلب فينتج إيماناً كأبي بكر وتتبعه عبادة صالحة في النسك والشعائر والعلاقات الاجتماعية ... فهل نتبع منهج القرآن في تنزله وترتيب سوره وندرس العقيدة منه .. ولو كان كذلك فهل من كتاب أو مجموعة كتب توفي هذا الغرض
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أصاب الأخ السائل فيما ذكره في نهاية سؤاله، فليس هناك من سبيل إلى ما يريد، أفضل من القرآن المجيد ! فمن خلاله يعرف العبد ربه ويحبه، وهذا هو أصل الإيمان الحي المثمر للعمل الصالح، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 111261. وليس هناك لهذه الأمة ولا لآحاد أبنائها من عودة إلى المسار الصحيح إلا إذا صار القرآن هو مصدر تلقيها، ومنهج حياتها، وسبيل نهضتها، وقد اهتم ببيان هذا الموضوع كثير من المعاصرين:
منهم الدكتور محمد بازمول في كتابه: (تدبر القرآن وأثره في تزكية النفوس).
ومنهم الأستاذ مجدي الهلالي، وله في ذلك عدة كتابات، منها: (إنه القرآن سر نهضتنا - كيف يمكن للقرآن أن ينهض بالأمة؟) ومنها: (العودة إلى القرآن لماذا وكيف) ومنها: (كيف نغير ما بأنفسنا) ومنها: (تحقيق الوصال بين القلب والقرآن).
وهناك محاضرة مفيدة في هذا الموضوع للشيخ محمد حسين يعقوب بعنوان (القرآن يصنعك) تجدها على موقعنا على هذا الرابط:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=6701
وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 56067، 117638.
والله أعلم.