عنوان الفتوى : خطر ومحاذير التمادي في الخواطر وأحاديث النفس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أشكر كل القائمين على هذا الموقع جزيتم عن الأمة خيرا أما بعد أنا فتاة ملتزمة أحب جدا الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لما فعله من أجل الإسلام وأحب أم المؤمنين عائشة جدا ولكني أشعر بالغيرة منها كثيرا وكنت أحاول أن لا أفكر في هذا الأمر وللأسف لم أستطع فكلماأقرأ عنها شيئا أو أسمع موقفا عنها أبكي وأحيانا أقوم برمي أي شيء بيدي فماذا أفعل لأتوقف عن هذا التفكير السخيف؟ وهل آثم مع العلم أني لا أستطيع السيطرة على نفسي؟ وهناك سؤال أخجل أن أسأله وهو هل تستطيع المرأة في الآخرة أن تتزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم اذا لم تكن متزوجة في الدنيا وحتى لو كانت متزوجة هل هذا ممكن ؟ وماذا تفعل من أجل ذلك ؟؟؟ وهل يجب فقط أن أحب الرسول في الله دون الطلب والدعاء أن أكون من زوجاته ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخواطر وأحاديث النفس لا يؤاخذ بها العبد، ولكن التمادي فيها حتى تتحرك بها الجوارح يدخلها في نطاق التكليف، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم. قال النووي في (الأذكار): الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه. اهـ.
ولذلك نقول للأخت السائلة ـ وفقها الله للخير ووقاها شر نفسها ـ : ما يحصل لك من البكاء ورمي أي شيء بيديك عند سماعك أو قراءتك عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ يدل على أن المسألة خرجت عن حد الخواطر والوساوس وحديث النفس، ودخلت في حيز المؤاخذة .. ناهيك عن ما تدل عليه هذه الأعمال من الحسد المذموم، وعدم الرضا بقضاء الله تعالى وقدره ! ولذا فإننا ننصحك بالكف عن هذا التفكير المستنكر الذي وصفتِه أنت بالسخيف ! وأن تصرفي همتك إلى الاقتداء بأعمال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حرصها على العلم والعمل الصالح، فهي من كبار علماء هذه الأمة، ومن عُبَّادها وزهادها وأهل الورع فيها.
وأما قولك: "لا أستطيع السيطرة عليه !" فهذا لأنك تماديت معه من الأصل حتى استحكم، وأما إذا انصرفت عنه من البداية، وشغلت نفسك بما ينفعها، فسيختلف الحال بإذن الله تعالى. ولذلك نقول: إنه يتأكد عليك ـ ما دام هذا حالك ـ أن لا تفكري ـ فضلا عن الدعاء والإلحاح في الطلب ـ في أن تكوني زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ! بل اعملي لأن تكوني من أهلها، فإذا دخلتها فسوف تنالين ما تشتهين فيها، كما قال تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق: 35] وقال سبحانه: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71].
وأخيرا ننبه على أن المرأة المتزوجة إذا دخلت هي وزوجها الجنة فإنها تكون له هو، وإذا تزوجت بأكثر من واحد فإنها تكون لآخر أزواجها في الدنيا، وراجعي للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 19824، 2207، 210562.

والله أعلم.