عنوان الفتوى : الأصناف الذين لا يلقى عليهم السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: هل يجوز رد السلام أو إفشاء السلام على بائعي الخمور والمخدرات؟ جزاكم الله خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم مطلوب منه أن يفشي السلام بإلقائه على كل من عرف ومن لم يعرف، وأن يرد التحية بمثلها أو أحسن منها.
ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلو الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم.
وفي الرد يقول تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86].
ولهذا قال العلماء: إلابتداء بالسلام سنة ورده واجب. هذا على العموم ولكنهم استثنوا من ذلك أموراً فكرهوا إلقاء السلام على الكافر والظالم والفاسق وأهل البدع، وتشتد الكراهة إذا كانت البدعة غليظة، وعلى أهل اللهو وقت تلبسهم بلهوهم، وعلى الشابة لخشية الفتنة.
كما كرهوا إلقاء السلام على المشتغل بالأذان والإقامة وتلاوة القرآن والنائم وعلى الملبي.
واستثنوا من وجوب رد السلام من كان مشتغلاً بصلاة أو ذكر.... أو كان من مسلم فاقد عقل أو شابة تخشى منها الفتنة ذكر ذلك وزيادة المرابط أحمد زيدان في شرحه على خليل- وهو من علماء موريتانيا.
ومن هذا يتبين لنا أن كلا من إفشاء السلام ورده مطلوب شرعاً ولكن ذلك لا يشمل بائعي الخمور وأصحاب المخدرات وخصوصاً إذا كان في ترك السلام عليهم زجر لهم عن معاصيهم.
والله أعلم.