عنوان الفتوى : حكم ذهاب المرأة للرقية دون علم الأهل
أنا مصابة بمس، وتعبت كثيرًا حتى أصبحت نحيفة - وزني 20 - مع أن عمري 27, فأخبرت أخي وأختي أني مصابة بمس، ولكنهما لم يصدقاني، وقد حاولت أكثر من مرة ولكن بلا فائدة, فهل يجوز أن أذهب مع صديقتي وأمها إلى الشيخ لكي يعالجني بالرقية الشرعية دون علم أهلي؛ لأني تعبت جدًّا، وحالتي وصحتي تجعلني أفقد قوتي, أنا متعبة جدًّا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشفيك شفاء لا يغادر سقمًا، ثم اعلمي أن الأولى بك أن ترقي نفسك، فليس في الرقية أسرار خاصة، وإنما هي أذكار، وأدعية معروفة، يزداد نفعها مع قوة التوكل على الله، والمريض أكثر الناس شعورًا بالتعب، فهو أولى أن يتوكل على الله، ويرقي نفسه، وراجعي للأهمية الفتويين: 4310، 128481
وكونك أُصبت بالتعب، والنحافة، لا يلزم منه أنه مس، فقد يكون مرضًا عضوياً، أو نفسياً، وهذا كثير جداً، فلا تسارعي بإحالة التعب إلى المس، ونحوه، بل سلي الطبيبات الثقات، لعلك تجدين علاجاً مناسباً.
واعلمي أنه ليس لك الخروج إلا بإذن وليك؛ ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بيته وهو مسؤول عَنْهُمْ.
قال العثيمين: فما دام أنه في بيته فهو مسؤول عنه، أما إذا انفصل فليس بمسؤول عنه، إلا إن كانت ولايته عامة، كما لو كان ذا سلطان في مكانه فله أن يؤدِّبه. انتهى.
جاء في الأم للشافعي: وإذا بلغت المرأة قادرة بنفسها، ومالها على الحج فأراد وليها منعها من الحج، أو أراده زوجها، منعها منه ما لم تهل بالحج.
لكن إذا بلغ الأمر مشقة فادحة، فيجوز الخروج من باب دفع الحرج؛ وراجعي الفتوى رقم: 39858 ، وتوابعها.
والله أعلم.