عنوان الفتوى : حكم وساوس الكفر وكيفية دفعها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعاني من حديث النفس كَسَبِّ الله والدين والعبادة والدهر في النفس ـ والعياذ بالله ـ وأقول في نفسي كلام الكفر والشرك، وبعدها أتذكر وأستغفر ربنا، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أغتسل وأنطق الشهادتين في اليوم ثلاث مرات، لأنني أشعر بأنني كافر خارج عن الملة، فكيف أتخلص من حديث النفس؟ وهل أنا كافر بسبب الحديث الذي يدور في نفسي وأنا أتألم بالذي يحدث معي وأحاول مجاهدته؟ وتأتيني وساوس وحديث نفس عن القرآن بكلام لا يقال، فهل أنا كافر؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، ويشرح صدرك للهدى، ثم اعلم أن ما تحدثك به نفسك من هذا السب لله ولدينه ولكتابه إلى آخر ما ذكرت إنما هو من وسوسة الشيطان الرجيم ليفسد عليك دينك، وليس لك في ذلك اختيار، فإن الوسوسة وحديث النفس شيء يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان، ومن فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يُعمل به، أو يتكلم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به، أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.

وكرهُ العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.

ومن أنفع الأمور لك أن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى ليصرف عنك ما بك، وأن تكثر من ذكر الله، وتشغل نفسك بما ينفعك في أمر دينك ودنياك، ودع عنك الاغتسال واعتقاد الكفر والردة، وقد سبق لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى التالية أرقامها: 70476، 48325، 124259، 60628.

وقد ذكرنا موجبات الردة عن الإسلام في الفتوى رقم: 146893، فراجعها إن شئت.

والله أعلم.