عنوان الفتوى : نصائح لدفع الملل والسآمة أثناء تأدية العبادات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أشعر بالملل من الطاعة وأؤديها جسدًا بلا روح، فماذا أفعل؟ أرجو تدعيم الإجابة بآيات قرآنية وأحاديث صحيحة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بيان الطريق إلى تذوق حلاوة الإيمان في الفتوى رقم: 92954.

وراجع كذلك الفتوى رقم: 118836.

كما بينا بعض الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة في الفتويين رقم: 141043، ورقم: 124712.

واعلم أنه لابد للإنسان من ‏دافع قوي من: رجاء ثواب، أو خوف عذاب ينشطه ويدفعه إلى عبادة ربه، ومن السهل تحصيل ذلك بكثرة مطالعة كتب الترغيب والترهيب، ولا بد له أيضاً من ‏همة عالية، وعزم مصمم يسموان به، وينهضان به عن مستنقعات الكسل والملل، ومن أقوى أسباب ذلك الاستعانة بالله تعالى والالتجاء إليه، ‏والعمل بمقتضى كتابه أمراً ونهياً واتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم، ومنها أيضاً ‏مصاحبة أهل الخير الذين يدلون على الطاعة ويرغبون فيها مع البعد عن قرناء السوء ‏المنحرفين، وعليك ‏بالدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وهو: اللهم إني أعوذ ‏بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من ‏عذاب القبر. رواه البخاري.

وعليك بدوام ذكر الله، وقصر الأمل، وتذكر الدار الآخرة، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى ذلك، فقال: اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، و صل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها. رواه الديلمي، وحسنه الألباني.

وحاول أن تبرمج برنامجا في النوافل يمكنك الدوام عليه، ونوع بين الطاقات وروح ببعضها عن بعض، فانتقل من طلب العلم لصلاة النفل وللأذكار، ثم روح بما تيسر من صلة الرحم والتزاور في الله والسعي في نفع الناس، وفي الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم: دخل عليها وعندها امرأة، قال: من هذه؟ قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: مه! عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه.

جاء في فتح الباري لابن حجر: قال النووي: بدوام القليل تستمر الطاعة بالذكر والمراقبة والإخلاص والإقبال على الله بخلاف الكثير الشاق، حتى ينمو القليل الدائم، بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافاً كثيرة.

وقال ابن الجوزي: إنما أحب الدائم لمعنيين:

أحدهما: أن التارك للعمل بعد الدخول فيه كالمعرض بعد الوصل، فهو متعرض للذم، ولهذا ورد الوعيد في حق من حفظ آية ثم نسيها وإن كان قبل حفظها لا يتعين عليه.

ثانيهما: أن مداوم الخير ملازم للخدمة، وليس من لازم الباب في كل يوم وقتاً ما، كمن لازم يوماً كاملاً ثم انقطع. انتهى.

والله أعلم.