عنوان الفتوى : وجوب رد الأموال المختلسة لصاحبها
في البداية أشكركم على سعة صدركم وتوفير الفرصة لنا للجوء إليكم لكي تساعدونا بما لديكم من خبرات في التخلص من ذنوبنا التي أقدمنا عليها في لحظات ضعف وعدم نضج ووعي بما نفعله، وأسأل المولى عز وجل أن يجعل هذا الموقع في ميزان حسنات القائمين عليه وأن يغفر الله لنا ذنوبنا جميعا، والمشكلة هي: عملي بقرية سياحية واختلست أموالا تخص الفندق كان يجب تسليمها ولم أسلمها، ومشكلتي تبدأ منذ عملي في قرية سياحية بعد تخرجي مباشرة، وكانت طبيعة العمل هي محاسب في مطاعم وكافيهات، وكان من ضمن المشروبات المقدمة فيها خمور بكافة أنواعها، وإن كنت أقوم بالحساب فقط لا غير، وللعلم فقد عملت فيها لمدة عامين، وعلى مدار العامين كنت أقوم بتمزيق الفواتير الخاصة ببعض الزبائن، أو اللعب في قيمتها وآخذ فرق الأموال لنفسي وأتقاسمها مع أشخاص آخرين يطلق عليهم سرفيس ـ يقدمون الطعام للزبائن ـ بمعدل كل عشرة فواتير للزبائن، كنت أقوم بأخذ فاتورة لنفسي، وفي نهاية عملي بالقرية كان حسابي بالبنك يقدر بمبلغ 45 ألف جنيه وبمجرد أن جاءتني فرصة للسفر إلى السعودية تركت القرية السياحية وسافرت وكلفني السفر مبلغ 30 ألف جنيه، قمت بدفعها من هذا المال وبقي مبلغ 15 ألف جنيه موجودة بالبنك حتى الآن، وسافرت لأنني قد تعبت من هذا التصرف وسافرت لكي أهرب مما فعلته في هذا المكان من إثم وذنوب بسبب تلك الأموال التي أخذتها بدون وجه حق، ويعلم الله أنني أعاني من هذا الماضي وأرغب في التخلص منه بأي وسيلة كانت وخاصة أنني مقبل على الزواج، وأرغب أن أتحلل من كل إثم فعلته وأبدأ حياة نظيفة مع عائلتي التي رزقني الله بها، وللعلم فإنني أثناء عملي في الغردقة كنت أصرف من هذه الأموال على نفسي، وكنت أتقاضى راتبا مقابل عملي خلال تلك الفترة بمتوسط 800 جنيه شهريا، أخشى أن يصيبني مرض نفسي إن لم أتخلص من هذه الأموال قريبا، وللعلم فإنه من الصعب علي التواصل مع الجهة التي أخذت منها الأموال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أخذته من من مال تلك الجهات التي كنت تعمل معها بغير حق يلزمك رده إليها، ولو جهلت مقداره فعليك أن تحتاط في ذلك حتى ترد ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، ويمكنك رد تلك الأموال بطرق غير مباشرة حتى تصل لمستحقيها وتبرأ ذمتك منها، وقد أحسنت في التوبة والإنابة واستقم على ذلك، لما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن حسنات أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه.
والله أعلم.