عنوان الفتوى : حكم الصلاة خلف إمام يكتب التمائم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

رجاء أريد أن أستفسر عن مشكلة احترت في إيجاد حل لها. معروف عن إمام المسجد الذي أصلي فيه أنه ممن يكتبون الحروز، والتمائم. وهذا يعد كفرا بما أنزل على رسولنا الكريم، وشركا بالله سواء كان يكتبه من القرآن أو غيره. وسواء كان في الخير أو الشر؛ وذلك مخافة أن يعتقد الناس في هذه الحروز والتمائم، وقدرتها في حل المشاكل، وشفاء الأمراض؛ مما يجعلهم يأتون أعمال الشرك بالله وهم لا يعلمون. إمامنا يرفض كل أشكال الحوار، ويعتقد في جواز أعماله. وقد حاول إمام الجمعة نهيه عن هذه الأعمال، إلا أنه أصر على موقفه. نتيجة لذلك هجر ثلة من المصلين المسجد خوفا من الله؛ حيث يرى هؤلاء أنه لا تجوز الصلاة خلف إمام بهذه الصفات، ويرفض التخلي عنها أو حتى النقاش في جوازها من عدمه. مع العلم أن إمام هذا المسجد رجل كبير في السن، ومريض بالقلب. وخوفنا كل الخوف من أن يتحول أي حوار معه في هذا الشأن إلى سبب لأزمة صحية، أو نفسية. له تقدير منا؛ لما قدمه من أعمال في خدمة هذا المسجد قرابة 20 سنة كمؤذن، وإمام خمس. وتجنبا منا لكل ما من شأنه أن يكون باعثا على الفتنة والتفرقة بين المسلمين، توجهنا إليكم بهذه المسألة قصد التوضيح. فهل تجوز الصلاة خلفه في هذه الظروف؟ أفتونا في ما ترونه صالحا بما يرضي الله ورسوله.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فما ذكرته من كون كتابة تلك التمائم كفرا بالله، كلام غير صحيح البتة، بل هذه التمائم إذا كانت من القرآن، أو الأذكار. ففي كتابتها وتعليقها خلاف بين العلماء. وإن كنا نرجح المنع، إلا أن مثل هذا لا يطلق عليه كفر، بل ولا يفسق فاعله؛ فإن القول بالجواز قول معتبر ذهب إليه علماء كبار. وإن كانت من غير القرآن فهي محرمة، وذريعة إلى الشرك، وتكون شركا إذا اعتقد فيها أنها تنفع وتضر بذاتها؛ وانظر الفتوى رقم: 162019.

وإذا كان هذا الإمام يأتي بما هو مختلف فيه، فلا حرج في الصلاة خلفه. وإذا كان يفعل ما هو محرم فينبغي مناصحته، والإنكار عليه بأسلوب حسن، مهذب، ولو بطريق غير مباشر، وليتول ذلك من يحتشم منه هذا الإمام ويقبل قوله، والصلاة خلفه جائزة صحيحة بكل حال ما لم يكفر؛ ولبيان موجبات الردة تنظر الفتوى رقم: 146893. ولبيان حكم الصلاة خلف الفاسق تنظر الفتوى رقم: 115770.

والله أعلم.