عنوان الفتوى : الزواج كغيره من أمور الحياة التي تجري بقدر الله
أنا فتاة في الثلاثين ـ والحمد لله ـ على قدر كبير من الجمال، ويشهد الناس أيضا على جمال أخلاقي، ومشكلتي أنه يأتيني خطاب سواء عن طريق الأهل أو أصدقاء أبي أو أمي، وعند الرؤية لا أستريح نفسيا لأحد منهم ولا أستطيع الرفض خوفا من أن يفوتني قطار الزواج، وأتفاجأ بعد أن يتفقوا مع أهلي على كل شيء أن يرحلوا ولا يعودوا، وبعد أن يرحلوا أعرف أنهم رفضوا بحجة أنني دلوعة، أو أنني لا أتكلم كثيرا أو غير مرتاح، ثم خطبت لمدة سنة، وكان خطيبي يحبني جدا في أول شهر، وفجأة تغير وأصبح لا يريد أن يراني بحجة أنه مشغول أو أنه تعبان ثم تركني ـ والحمد لله ـ ومنذ 3 أشهر وأنا أقرأ سورة البقرة في قيام الليل في ركعتين وأستغفر طول اليوم بصيغة سيد الاستغفار وأسبح 100 تسبيحة بعد كل صلاة، وفعلا أتاني 3 خطاب في شهر واحد رأيت واحدا منهم، وكان الآخران أصغر مني، وسهل الله كل أموري وعينت في هذا الشهر، وبالرغم من أنني مستمرة على كل هذه العبادات انقطع الخطاب، فأريد أن أعرف هل هذا حسد أم سحر؟ مع العلم أنني أعاني من خجل شديد جدا يصل إلى أنني في عملي لا أكلم أحدا نهائيا، وبالرغم من ذلك جاءني منه خاطبان لأنهما يرياني خجولة، ثم رحلا، وآسفة على الإطالة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بسبب تأخر زواجك وهل هو بسبب السحر أو غيره؟ لكن ننصحك بدوام التحصن بالأذكار وقراءة القرآن، واعلمي أن هذا الأمر كغيره مما يجري على العباد في الدنيا من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والتي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، فلا تجزعي لتأخر زواجك، وثقي بأن الله قد يصرف عنك شيئا ترغبين فيه، ويدخر لك خيرا منه، قال ابن القيم: والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا.
وأما بخصوص شدة الخجل: فننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.