عنوان الفتوى : لا يشترط في الاستخارة أن يرى المستخير بعدها رؤية
تعرفت على شاب منذ حوالي ثلاث سنوات، وقد كنت في حيرة شديدة، وأردت معرفة هل هو خير لي أم شر، فقررت وقتذاك أن أصلي صلاة الاستخارة لمعرفة الإجابة، لكنني كنت أجهل كيفية صلاة الاستخارة، ورغم أنني لم أصل صلاة الاستخارة شاهدت رؤيا متعلقة بذلك الشخص، شاهدت نفسي أصلي صلاة الفجر وأنا مرتدية لباسا كله أبيض، وعندما كنت على وشك الانتهاء من الصلاة لاحظت نورا ساطعا من بعيد، وكان هذا النور كلما اقترب ازداد سطوعا، وفجأة عندما اقترب مني ذلك النور تيقنت أنه وجه ذلك الشاب، وكان فرحا ومسرورا، وعندما استيقظت من النوم أحسست بسكينة وانشراح قلبي وسعادة لم أحس بها من قبل، وسؤالي هو: هل من الممكن معرفة نتيجة صلاة الاستخارة قبل أدائها؟ وهل يجب علي أن أصلي صلاة الاستخارة للتيقن من الجواب؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نفهم من سؤالك ما الذي تريدين استخارة الله تعالى فيه, ويمكننا أن نقول إن صلاة الاستخارة ليست واجبة، وإنما هي مستحبة إذا هم الشخص بالأمر من المباح فينبغي أن يصلي ركعتين يستخير بعدهما بالدعاء المشهور، فإذا استخار العبد ربه فينبغي كذلك أن يستشير ذوي الرأي والخبرة، ثم يمضي في الأمر فما انشرح له صدره ويسره الله تعالى فهو الخير ـ بإذن الله ـ وما تعسر ولم ينشرح له صدره فليس خيرا فليدعه ولا يتبعه نفسه، ولا يلزم من الاستخارة أن يرى الشخص رؤيا أو غير ذلك مما قد يتوهمه البعض، وهذا كله قد بيناه في فتاوى كثيرة، ولتنظر الفتاوى التالية أرقامها: 194097، 181685، 163911، 198289.
وعلى هذا، فإذا لم يكن ثم ما يقتضي الاستخارة، فإنها لا تفعل، فإذا تقدم هذا الشاب لخطبتك مثلا فحينئذ يشرع لك أن تستخيري الله تعالى، ثم تستشيري ذوي الرأي وتفعلي ما بيناه في الفتاوى المحال عليها، ولا يجوز لك أن تستمري في علاقة محرمة مع هذا الشاب، بل يجب عليك الانكفاف عن ذلك تماما، وقطع كل ما من شأنه أن يكون مدعاة للريبة وذريعة للفساد.
والله أعلم.