الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان المقصود السؤال عن وقف الأرض للدفن هل يعتبر صدقة جارية أم لا؟ فالجواب نعم، إذ الصدقة الجارية هي الوقف،  والوقف هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، فلا يباع أصله ويبقى غالباً بعد موت صاحبه، فلا ينقطع أجره ما دام نفعه مستمراً، وهذا متحقق بوقف الأرض على دفن الأموات، فالقبر حبس على صاحبه، ولا يقل أهمية عن البيت الذي يوقف على ابن السبيل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته ‏بعد موته: علماً علَّمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو ‏بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه ‏بعد موته. رواه ابن ماجه وابن خزيمة والبيهقي، وقال العجلوني في كشف الخفاء: إن ‏الحديث عند الترمذي بإسناد حسن. 

والله أعلم.