عنوان الفتوى : تبرأ الذمة بالعفو عن الحقوق
في يوم من الأيام أخذت خبزاً من شقة أحد أصدقائي دون علمه في ساعة متأخرة من الليل، حيث كانت شقتي في نفس الدور وكان يترك بابه غير مقفل، وعندما جاء يسألني في اليوم التالي إن كنت أخذت خبزاً، لأنه لم يكن يعرف أين ذهب، قلت له لا، ولا أعرف لماذا قلت لا؟ وأنا نادم على فعلتي، ومرت الأيام وتذكرت هذا الموقف فذهبت إلى فيسبوك بعد أن تخرج الرجل ورجع هو ومع من كان رفيق السكن إلى ديارهم، علماً أنهم أجانب وليسوا عربا فكتبت لهم إني عندما راجعت حساباتي وجدت أنه لهم حقا عندي يساوي عشر دولارات ـ وتقديري أنها قيمة الخبز ـ فضحكوا لأنهم لم يتوقعوا أنني أذكر مبلغا بسيطا كان بيني وبينهم، وعندها قلت إنها كانت ثمن خبز أو ما شابهه أخذته منكم في يوم من الأيام ولم أحاسبكم عليه ـ لاحظ أنني لم أقل سرقت ـ فقالوا لي انس الدولارات العشر، وأحد سكان الشقة شكرني على صدقي، مع العلم أنني نادم وأتحسر عندما أكتب هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى فرض أن هذا الخبز الذي أخذت مما لا يعفى عنه بين الأصدقاء فقد برئت من تبعته ـ إن شاء الله تعالى ـ بندمك، فالندم التوبة، وكذا ببذلك قيمته لأصحابه، فاحمد الله تعالى على ما وفقك إليه, أما كونك لم تصرح بأن ما فعلت سرقة: فهذا هو الصواب، لأن الستر على النفس مع إمكانه أولى من فضحها، فلا تأثير له إذن على البراءة من هذا الحق.
والله أعلم.