عنوان الفتوى : هل يأثم من ترك فتاة كان على علاقة معها بغرض الزواج
شاب على علاقة طويلة ببنت ـ فيما يسمى الحب ـ وعازمان على الزواج، لكن الظروف لم تسمح ولو بالخطوبة وكانت هناك لقاءات كثيرة ومغازلة ولمس، والفترة أصبحت طويلة والبنت كبرت وبلغت أكثر من ثلاثين سنة ولن يتقدم لها أحد، والشاب أصبح عازفا عن الزواج بسبب هذه العلاقة, فهل إذا تركها وتزوج غيرها يعتبر آثما في حقها؟ وإذا تزوجها فسوف تكون هناك مشاكل بسبب ما حدث بينهما من أخطاء قبل الزواج مما يؤدي إلى مشاكل في الزواج، فما توجيهكم له بارك الله فيكم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات وما يحصل من التعارف بدعوى الرغبة في الزواج باب شر وفساد عريض تنتهك باسمه الأعراض، وترتكب خلف ستاره المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة وحفظ كرامتها وعفتها ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، وإنما شرع للعلاقة بين الرجال والنساء أطهر سبيل وأقوم طريق بالزواج الشرعي لا سواه، وانظر الفتوى رقم: 1769.
فالواجب على هذا الشاب التوبة إلى الله تعالى، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه. والذي ننصحه به إن كان قادرا على الزواج بهذه المرأة أن يتزوجها ولا يمنعه من زواجها ما وقعا فيه من المنكرات ولا سيما إذا كانا تابا منها، فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأما إن كان غير قادر على زواجها أو رغب في الزواج من غيرها فلا حرج عليه في تركها.
والله أعلم.