عنوان الفتوى : نصائح للخائفة من الزواج بسبب تعرضها للتحرش الجنسي من والدها
أحترم موقع - إسلام ويب - جدا، وأثق به. واستفساري: تعرضت لإساءة جنسية من والدي وأنا صغيرة، وهذا يؤثر عليّ وأنا كبيرة الآن في سن العشرين، والغريب أني أتلقى محاولات كثيرة من شباب ليحادثوني على الإنترنت، ولكني بكرم الله وفضله أغلق عليهم الطريق، ولكن أشعر أني دوما أمام فتن كثيرة. والمشكلة الكبرى أني أخاف خوفاً بشعاً من فكرة الزواج أو الارتباط ((بسبب ما حدث لي وأنا صغيرة)). بماذا تنصحوني وتفيدوني وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك أولا على احترامك لموقعنا وثقتك به، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك إلى خدمة دينه ونشر دعوته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. وقد أحسنت بإغلاقك الباب على كل من يريد التواصل معك من الشباب، فأنت بذلك أغلقت عن نفسك بابا عظيما من أبواب الفتنة، فجزاك الله خيرا، ووفقك، وسدد على طريق الخير خطاك.
ونحيلك بهذه المناسبة على بعض الفتاوى التي تبين بعض وسائل الثبات على الدين، والوقاية من الفتن، ومنها الفتاوى أرقام: 1208-12744 -33860- 56356 .
وما من شك في أن من غريب الأمور، وقبيح الفعال أن يأتي الشر ممن يؤمَن عادة، فالأصل في الأب حرصه على حفظ عرض ابنته وصيانته، والموت في سبيل الدفاع عنه، وأما أن يكون هو الجاني والمعتدي عليه، فلا شك في أن هذا إثم مبين، ومنكر عظيم، وظلم كبير، وصدق من قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على النفس من وقع الحسام المهند
وليس عجيبا أن يكون لهذا أثر سيء على نفسك، وموقفك تجاه الزواج، ولكننا ننصحك بالاجتهاد في نسيان هذا الأمر، فيبدو أن الشيطان يريد أن يستثمر ذلك ليدمر عليك حياتك، ففوتي عليه الفرصة، وخيبي له ظنه. فمن شأن المؤمن عدم الالتفات إلى الماضي والتطلع إلى المستقبل؛ ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان.
فاستعيني بالله، وأكثري من ذكره، فذلك مما يقوي القلب ويشحذ العزم، ويهون بإذن الله الصعاب.
وإن رأيت أنك في حاجة إلى مقابلة طبيبة نفسية موثوقة، فلا بأس بأن تعرضي حالتك عليها، ولا تذكري لها مما حدث لك إلا بالقدر الذي تحتاج إليه، وإن تطلب الأمر ذكر ما وقع من التحرش، فلا تذكري أن أباك هو الذي فعل ذلك. فهو أبوك، فبره والإحسان إليه واجب مهما صدر منه. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 124823.
وفي الختام نذكر بأن بموقعنا قسما للاستشارات في مختلف المجالات، ومنها الاستشارات النفسية والاجتماعية، فننصح بالكتابة إليهم والاستفادة من توجيهاتهم النافعة.
والله أعلم.