عنوان الفتوى : الأعمال التي يتسع بها القبر للميت
هل ورد حديث عن طريقة توسيع المسلم قبره بأحد الأفعال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أهم ما يحصل اتساع القبر هو تحقيق توحيد الله تعالى, وكمال الانقياد له، وقراءة القرآن والعمل به, واتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما في الصحيحين ومسند أحمد وأبي داود والنسائي من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه, حتى إنه يسمع قرع نعالهم, أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ - لمحمد - فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة، فيراهما، ويفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون.
وروى الترمذي من حديث أبي هريرة بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال: نم, فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم, فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقًا قال: سمعت الناس يقولون قولًا فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبًا، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.
وفي المسند عن البراء بن عازب في حديث طويل يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبد المومن: فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه, فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله, فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام, فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله, فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت, فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي, فأفرشوه من الجنة, وألبسوه من الجنة, وافتحوا له بابًا إلى الجنة, فيأتيه من روحها وطيبها, ويفسح له في قبره مد بصره.
والله أعلم.