عنوان الفتوى : لا مؤاخذة في الوسوسة مع بذل الوسع والمجاهدة في دفعها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهجزاكم الله خيراً عنا وعن جميع المشتركين في الشبكة الإسلامية وأرجو المسامحة لكثرة الأسئلة ولكنكم فتحتم لنا بابا كنا بحاجة ماسة إليه فلكم جزيل الشكر والعرفان. ياشيخ بالنسبه للفتوى رقم 17066 هل يحاسب الإنسان المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاول بكل ما أوتي من قدرة من الله على دفع ذلك وعلى التفكر والتدبر قد أفلح مرة وقد أخطأ مرات عديدة وأفشل وأحاول هل يحاسب على هذا ولا يعتبر مؤمناً وهوغير قادرعلى دفع ذلك الشعور والأفكار وهو يدعو ويستنجد بالله ويحاول جاهداً ويزيد النوافل والطاعات والتقرب إلى المولى عز وجل ويحاول باستمرار ولكن هو..هو ولكنه يستمر بالمحاولة. أرجو النظر بعين العناية الدقيقة والإجابة بالدقة المتناهية ياشيخ أرجوك للضرورة القصوى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق وبينا لك حكم الوساوس التي تعرض للإنسان دون أن تستقر في نفسه في الفتوى رقم: 17066، ولمزيد من التفصيل راجع الفتوى رقم: 7950، والفتوى رقم: 12436، والفتوى رقم: 187.
واعلمي أنك مأجورة على جهادك لنفسك في دفع كل ما من شأنه أن يضعف الإيمان أو يؤثر في السلوك، وما دام ذلك هو أقصى ما في وسعك، فلا شيء عليك، قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) [البقرة:286]. وقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن:16]. وقال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا) [الطلاق:7].
ومن المعلوم أن المسلم لا يخرج من الإسلام إلا إذا فعل ما يناقضه، وما يحصل منك ليس من نواقض الإسلام في شيء، وللتعرف على نواقض الإسلام راجع الفتوى رقم: 10765، ففيه إحالات عديدة تفيدك في معرفتها بالتفصيل.
والله أعلم.