عنوان الفتوى : الترهيب من اليمين الغموس والتوبة منه
كتبت رسالة بها قذف, ولم يكن قصدي الإساءة؛ لأنني كنت مع فتيات, وكنَّ يواعدن شبابًا, ويأخذنني لأماكن مجهولة, فقطعت علاقتي بهن, وأحسست مع مرور الوقت أني أريد تغييرهن وجعلهن يخفن على أنفسهن؛ لأني عندما كنت أنصحهن سابقًا يقلن لي: أنتِ شريفة مكة, ولم يكن يصلين - وواللهِ إن قصدي لم يكن الإهانة - فكتبت الرسالة, وأنكرت وحلفت بالمصحف أنني لست من كتبها, ولم أكن أعلم أن هذا الشيء من الكبائر, وظننت أنه حلف عادي, فما الحل؟ فأنا أبكي ليل نهار على ما فعلته, ولست راضية عن نفسي, وأرجو من الله التوبة, فأرجو منكم أن تفيدوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحلف بالله كذبًا من أعظم المحرمات، فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: «الإشراك بالله» قال: ثم ماذا؟ قال: «ثم عقوق الوالدين» قال: ثم ماذا؟ قال: «اليمين الغموس» قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: «الذي يقتطع مال امرئ مسلم، هو فيها كاذب» أخرجه البخاري.
فيجب عليك التوبة إلى الله من ذلك، وقد اختلف العلماء في وجوب الكفارة في اليمين الغموس, كما بيناه في الفتوى رقم: 72278، والأحوط إخراجها, وعليك بحسن الظن بالله، وأن تؤملي في سعة مغفرته ورحمته، فهو سبحانه لا يتعاظمه غفران ذنب التائب مهما عظم.
وفيما يتعلق بالقذف فقد بينا كيفية التوبة منه بالتفصيل في الفتوى رقم: 111563.
ولمعرفة المزيد حول شروط التوبة وأحكامها وفضائلها راجع الفتاوى: 5450 - 111852 - 196387.
والله أعلم.