عنوان الفتوى : دعوة الرجال النساء إلى الإسلام عبر الإنترنت
أنا شاب أعيش في الأردن، اكتسبت من العلوم الإسلامية القليل كما هو الحال مع الأغلبية في هذه الأيام، ولست عالما وداعية، وبالرغم من ذلك متمسك بعقيدة الإسلام بجميع جوانبها والحمد لله, وكأي شاب لدي وقت خاص لاستخدام الإنترنت، وإجراء المحادثات، وتصفح أمور عدة. خلال العام الماضي تواصلت مع مجموعة كبيرة من جميع أنحاء العالم لقضاء الوقت، والاستفادة أحيانا من تعلم الثقافات واللغات وغيرها، ولم يخطر لي أن يكون لهذا التواصل استفادة أكثر من قضاء أوقات الفراغ، لا بل كنت أشعر أنني أرتكب خطأ ما وأحاول الابتعاد عن هذه الأمور لما تحمله الثقافات الغربية من محرمات، وأفكار وقناعات غريبة، وبعيدة كل البعد عن الإسلام وثقافتنا كعرب ومسلمين, إلا أنني كنت على تواصل مع امرأة تكبرني في العمر بعشر سنوات، تعيش في أمريكا الشمالية، متخصصة في القانون، ولديها ثقافة عالية واطلاع واسع, تحدثنا لمدة عام كامل تقريبا، وكان ما يقلقني هو تمسكها في التواصل معي بأي طريقة كانت، ولأطول وقت ممكن. حاولت الابتعاد وإنهاء ما كنت أعتبره مضيعة للوقت، وتشتيتاً للعواطف، ومجالا لارتكاب المعاصي، إلا أنني مؤخرا بدأت التحدث معها بأمور تتعلق بالإيمان، والأديان، فوجدت أنها تتمتع بكثير من الأفكار التي تتوافق مع عقيدة الإسلام والإيمان، والتوحيد، وقناعتها بركاكة الدين المسيحي الذي تعتنقه، فشعرت بأنني مكلف الآن بإقناعها وتعريفها بديننا، وبكل ما لدي من قدرات، وبكل توكلي على الله ناقشتها وأعطيتها الأدلة والبراهين التي لا شك فيها لدينا، وبنطاق عام لم أرغب أن أتعمق في تفاصيل تجعلني أطرح أفكارا ضعيفة بسبب علمي البسيط. استمر النقاش لعدة أيام، بكلام أدق لم يكن نقاشا بل كان استسلاما كاملا لأفكار الإسلام ومبادئه, سمعت القرآن وتأثرت به بالبكاء والطمأنينة، والسعادة التي لم تشعر بها من قبل كما وصفت لي, اقتناعها الآن أصبح كاملا وأبدت رغبتها الصريحة، واتخذت قرارها بأنها لن ترجع عن هذا الأمر، وتنتظرني الآن لتنطق الشهادتين، وإن شاء الله مساء هذا اليوم بسبب فرق التوقيت سنتكلم وبإن الله ستنطق الشهادتين. أنا سعيد جدا لما أوردته سابقا، ولكنني أحتاج للمساعدة، وأشعر بالمسؤولية العظيمة تجاه الموضوع، وسعيد بهذه المسؤولية، ولكني قليل الخبرة. وهناك عائق آخر وهو اللغة، هي تتحدث الإسبانية والقليل من اللغة الإنجليزية، حيث كان تواصلنا عن طريق الترجمة؛ لذلك لا أمتلك القدرة على توصيل جميع الأفكار التي لدي، وأحيانا أوقف التحدث عن موضوع معين خوفا من إيصال فكرة غير دقيقة بسبب الترجمة، وكما هو معلوم فإنها الآن في مرحلة خطيرة جدا وتحتاج لتعرف أمورا كثيرة كتعليم الصلاة، وغيرها الكثير من الضروريات. فأتمنى من كل قلبي أن تجد هذه الرسالة الاهتمام الكبير لنحاول جميعا إنجاح هذا الأمر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على استقامتك على الحق، وحرصك على الدعوة إلى الله وهداية الناس إلى الصراط المستقيم، ثبت الله لك الأجر وأجزل لك المثوبة، ونسأله سبحانه أن يشرح صدر هذه المرأة للإسلام، ويوفقها للدخول فيه؛ ليكون ذلك في ميزان حسناتك، روى مسلم عن أبي مسعود الأنصاري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
والدخول في الإسلام أمره ميسور لا يحتاج إلى شيء من الطقوس كما هو الحال عند النصارى وغيرهم، ولمعرفة كيفية الدخول في الإسلام وما يتحقق به يمكن مطالعة الفتويين: 132335 - 64543. وبالنسبة لكيفية الصلاة راجع الفتوى رقم: 8249. وقد يكون الأفضل أن تدلها على القسم الإسباني من موقعنا ورابطه هو:
وكذلك القسم الإنجليزي ورابطه هو :
http://www.islamweb.net/emainpage/index.php
والأولى أن تدَعَها بعد ذلك تجنبا لأسباب الفتنة، فإن كانت صادقة في رغبتها تواصلت مع الموقع واستفادت منه بإذن الله تعالى. ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى أرقام: 176181 - 78928 - 98590.
والله أعلم.